تجمع حشد كبير من الناشطين الداعمين للديموقراطية، اليوم، أمام القنصلية الأمريكية في "هونج كونج"، لمطالبة الإدارة الأمريكية بالضغط على بكين بعد مظاهرات مستمرة منذ ثلاثة أشهر، وتجمع المتظاهرون في حديقة قبل التوجه إلى مقر القنصلية الأمريكية القريب حيث بقوا لساعات. وحملوا المظلات التي باتت رمزا لهم إلى جانب الأعلام الأمريكية واللافتات التي تدعو الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تحرير هونج كونج، وردد بعض المتظاهرين النشيد الوطني الأمريكي، مطالبين واشنطن بالضغط على بكين لمساعدة هونغ كونغ على حماية الحريات فيها. وقالت متظاهرة تدعى جيني شان "30 عاما"، لوكالة "فرانس برس" الفرنسية إنه جرى توقيف أكثر من ألف متظاهر، متابعة أنه ليس لديهم من سبيل آخر للتحرك سوى التظاهر، مضيفة: "أشعر بالعجز، أعتقد أن لا أحد قادر على مساعدتنا سوى الدول الأجنبية". ونظمت المظاهرة خلال النهار في أجواء هادئة، لكن سجل وقوع صدامات عند المساء بين الشرطة ومتظاهرين متطرفين قطعوا الطرقات وهاجموا محطات المترو وأحرقوا الحواجز، ولا يبدو أن غضب المحتجين يتراجع بعد أربعة أيام على الإعلان المفاجىء لرئيسة السلطة التنفيذية في هونج كونج، كاري لام، بسحب مشروع قانون حول تسليم مطلوبين للصين بشكل نهائي، وكان وراء إطلاق شرارة الاحتجاجات في يونيو الماضي، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس"، لكن المتظاهرين رأوا أن القرار تأخر وخصوصا أنه غير كاف مقارنة مع مطالبهم. ومع انتشار عناصر الشرطة بأعداد كبيرة، أمس، في هونج كونج لم يتمكن المتظاهرون من عرقلة عمل المطار الذي يعد من الأكبر في العالم، ووقعت صدامات بين شرطة مكافحة الشغب ومحتجين في حي مونجكوك التجاري، لكن مستوى العنف كان أقل بكثير مما حصل في نهاية الأسبوعين الماضيين. وفي سياق متصل، أعلن الناشط المعروف في معركة الدفاع عن الديموقراطية، جوشوا وونج، أنه اعتقل صباح اليوم، لدى عودته من تايوان لانتهاك شروط الإفراج عنه بكفالة. والأسبوع الماضي توجه إلى تايوان للقاء شخصيات سياسية وإلقاء خطاب حول معركة هونج كونج من أجل الديموقراطية، قائلا في بيان نشره حزبه السياسي "ديموسيستو": "اعتقلتني الشرطة صباحا في قسم جمارك المطار لانتهاك شروط الإفراج عني بكفالة، وأصبحت موقوفا"، موضحا: "يفترض أن يفرج عني بعد جلسة صباح غد". وكان وونج، أوقف نهاية أغسطس مع ناشطة أخرى تدعى آنييس شو قبل الإفراج عنهما بكفالة، وفي يوليو الماضي، وعدت رئيسة تايوان تساي ينج وين، بمساعدة المتظاهرين في هونج كونج الذين يبحثون عن ملجأ ما أثار غضب بكين. ومنذ 3 أشهر تشهد المستعمرة البريطانية السابقة أسوأ أزماتها منذ إعادتها للصين في 1997 مع تحركات شبه يومية للتنديد بتراجع الحريات، وتدخلات بكين المتنامية في شئون هونج كونج.
