تشهد غابات الأمازون المطيرة، في البرازيل، حرائق ضخمة مستمرة منذ عدة أيام، دخلت في أسبوعها الثالث واتسعت معها رقعة الحرائق بشكل كبير حتى أظهرت صور الأقمار الصناعية عددا من المدن البرازيلية، مغطاة بدخان أسود كثيف وانقطع التيار الكهربائي، يوم الاثنين الماضي في مدينة ساو باولو، على بعد أكثر من 2700 كيلومتر، بسبب دخان حرائق الأمازون. وأصدرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بيانا بشأن الحرائق التي ألحقت ضررا بالحيوانات والنباتات، ربطت فيه شدة الجفاف في المنطقة بزيادة إزالة الغابات وتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية، مؤكدة أن الحرائق كبيرة للدرجة التي يمكن رؤيتها من الفضاء. فيما أعلنت سلطات جزر الكناري، مساء أمس، أعلى مستوى من خطر اندلاع الحرائق الطبيعية في 5 جزر لهذا الأرخبيل، وحسبما جاء في بيان صدر عن الحكومة ونشر على موقعها الرسمي: "تعلن حكومة جزر الكناري ابتداء من الساعة 08:00 (بالتوقيت المحلي) من 23 أغسطس الجاري حالة أعلى إنذار بسبب خطر اندلاع حرائق طبيعية في جزر إيرو وبالما وغوميرا وتينيريفه وغران كاناريا". كيف يتم إطفاء حرائق الغابات؟ يتبع المتخصصون خطوات محددة في إطفاء حرائق الغابات، تساعدهم في ذلك طائرات الهليكوبتر التي تحلق على ارتفاع عال في الجو، وبها نحو 3 أشخاص، الطيار ومساعده ومراقب يكون على اتصال دائم بقوات الإطفاء الأساسية المتواجدة على الأرض لتلقي التعليمات وتنفيذها، حسب قول سامر عبد الغني، المصري المتطوع في الحماية المدنية "مطافئ" بسويسرا ويعيش بها منذ عدة سنوات. تختلف طبيعة إطفاء حرائق الغابات عن إطفاء الحرائق العادية، ولا توجد قاعدة ثابتة في ذلك، وحسب تصريحات سامر، الذي شارك من قبل في إطفاء حرائق غابات ل"الوطن" يتوقف الأمر على ارتفاع الغابات وأنواع الأشجار والبيئة والتربة الخاصة بها ما بين غابات استوائية وجافة وممطرة. المياه والرمل عنصران أساسيان يستخدمهما رجال الإطفاء في إخماد حرائق الغابات، ويتم إحاطة الغابة بالكامل بالرمال أولا لمنع انتشار النار وامتدادها إلى الأراضي المجاورة، حسب قول المتخصص في الإطفاء في سويسرا. الطائرة الهليكوبتر تحتوي على ونش إلكتروني لرفع مضخات المياه المستخدمة في إخماد النيران من خلال تحليقها في الجو على مسافات عالية، بالتنسيق مع رجال الإطفاء الأساسية على الأرض والذين يرتدون بدلة الحماية من الحرائق المصنوعة من مادة مقاومة لدرجات الحرارة العالية تصل إلى 1000 درجة، وخوذة من العاج الصناعي المقوى بالفولاذ، إلى جانب قفازات اليد المضادة للحرارة العالية وحذاء أو "بوط" مقوى بشريحة فولاذية مضادة للحرائق. إلى جانب استخدام خراطيم المياه والرمال، يلجأ رجال الإطفاء إلى استخدام ثاني أكسيد الكربون لمنع زيادة الاشتعال، وحسب تعبير سامر، الطائرات الهليكوبتر تكون حركتها أسرع من المشاة على الأرض وتغطي مساحات واسعة من أعلى لدعم عمل رجال الإطفاء على الأرض.