"الجزاء من جنس العمل"، مقولة تغيب كثيرًا عن المجتمع المصري، فكم من عمل خير لا يكون جزاؤه إلا عكسه. "نبني".. مؤسسة تنموية مشهرة برقم 3914 لسنة 2011، تطمح لبناء المجتمع ومحاولة إصلاحه، وسد عجز الدولة في الخدمات المختلفة، طلبت مقرًا لها بموقع نشاطها، كي يكون أفراد المؤسسة قريبين من جهة عملهم التنموي، فكانت استراحة المحافظ بمقر عزبة بخيت بمنشأة ناصر من نصيبهم. في تلك الاستراحة، كانت المؤسسة تقدم الخدمات التعليمية، من فصول تقوية لتلاميذ المنطقة، ويتحضير للحملات الطبية وقوافل الإغاثة. حصلت "نبني" على هذا المقر بعد الموافقة على قرار الاستضافة عام 2012، من المحافظ الأسبق عبد القوي خليفة، ثم تم تجديده من المحافظ السابق في عام 2013، وكانت الاستضافة غير محددة المدة وإنما "لحين انتهاء الأعمال"، ولكن طلب مفاجئ من هيئة البريد لتأجير المقر، يقلب الأمور على "نبني". يقول أحمد بيومي، المسؤول الاعلامي للمؤسسة، ل"الوطن"، إن ثمة "إنذارًا تلقته المؤسسة، وكان مفاجئًا، وبناء عليه يجب إخلاء المقر خلال يوم واحد فقط، وهو أمر شبه مستحيل، هذا بخلاف الخسارة الكبيرة التي ستتعرض لها المؤسسة و الأهالي. إحنا اخدنا المقر بناء على قرار الاستضافة من المحافظة، وتقريباً عملنا تجديد كامل عشان يكون مقر لمؤسسة بتقدم خدماتها مجانًا لأهالي المنطقة، فازاي رئيس الحي يطردنا بالسهولة دي". فصول محو أمية للكبار، وتنمية بشرية للأطفال، وشنط رمضان، وقوافل طبية، وغيرها من الخدمات التي يحتضنها المقر، ستنعدم، ولن يحظى أهالي تلك المنطقة الفقيرة بهذه الخدمات المجانية من هيئة البريد، التي ستؤجر المقر من رئيس الحي، ما جعلهم يستقبلون الخبر بالحزن الشديد على حد قول بيومي. "إحدى السيدات المستفيدات من تقديم دروس مجانية لأطفالها عرضت علينا المبيت في المقر هي وأولادها كي لا تأخذه الحكومة"، هذا هو حال شعب بسيط عينه بصيره، ولكن يده قصيرة.