ساعات قليلة تفصلنا عن بدء فعاليات حفل توزيع جوائز الأوسكار للعام 2014، في دورته السادسة والثمانين، الذي تقيمه الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما، ويقام على مسرح صالة "كوداك" بمدينة لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا، وتنقله العديد من القنوات حول العالم، وتتولى تقديمه المذيعة التلفزيونية "إلين ديجينيرس"، التي قدمت حفل الأوسكار أيضا عام 2007. حفل توزيع جوائز الأوسكار هو الموسم السينمائي الأول حول العالم، والذي ينتظره الملايين في كل أنحاء العالم بشغف. وتنحصر منافسة جائزة أفضل فيلم في هذا الموسم بين أفلام "الكفاح الأمريكي" للمخراج ديفيد أو. راسل، والذي تدور أحداثه في السبعينات من القرن الماضي، عن قصة محتالين، وفيلم الفضاء التشويقي "الجاذبية" من إخراج ألفونسو كوارون، وحصل كلا العملين على عشرة ترشيحات، وأخيرا فيلم "12 عاما من العبودية" من إخراج ستيف مكوين، والذي حصل على تسعة ترشيحات لجوائز الأوسكار، ومن بين الترشيحات للأفلام الثلاثة، أفضل مخرج وأفضل فيلم. فيلم "12 عاما من العبودية" أو "Twelve Years A Slave"، يروي قصة حقيقية مأخوذة عن مذكرات بنفس الاسم، كتبها أمريكي أسود حر، يعمل كنجار وعازف للكمان، عاش في نيويورك منتصف القرن التاسع عشر، ويروي تجربته المفزعة، حيث تعرض للخطف والبيع كعبد في إحدى ولايات الجنوب، وقضى حوالي 12 عاما كحيوان أسير يشهد على ويعاني من عذابات السود، قبل أن تعثر عليه أسرته وقد تحول إلى حطام إنسان. الفيلم يعد من الأعمال الأوفر حظا بين منافسو الأوسكار، لما يتضمنه من عناصر فنية راقية، أبرزها، البراعة التمثيلية، بخلاف جماليات الصورة ولغة الكاميرا، ومراعاة التفاصيل في هذه الحقبة التاريخية، من ملابس ولهجة وديكور. أما فيلم "الجاذبية"، أو "Gravity"، للمخرج المكسيكي الأصل ألفونسو كورون، وهو مخرج فيلم "متاهة بان" و"هاري بوتر وسجين أزباكان"، من بطولة ساندرا بولوك وجورج كلوني، وهو من نوعية الخيال العلمي ثلاثي الأبعاد، ويروي قصة مشوقة عن رائدي فضاء يتوهان في المجموعة الشمسية، ويرصد محاولاتهما شبه المستحيلة للعودة إلى الأرض سالمين. تجاوزت إيرادات هذا الفيلم عند عرضه جماهيريا 700 مليون دولار، كما تضمن قدرًا كبيرًا من الإبهار البصري واستخدام تقنيات حديثة في السينما ثلاثية الأبعاد. فيلم "الكفاح الأمريكي" أو "American Hustle" للمخرج ديفيد أو. راسل المتخصص في أفلام الكوميدية السياسية، يعكس كواليس السياسة في سبعينيات القرن الماضي. والفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية من ملفات المباحث الفيدرالية، وتدور حول شخص خارج على القانون، تستعين به المباحث للإيقاع بعدد آخر من الخارجين على القانون من بعض رجال الكونجرس، الذين اتهموا بتلقي رشاوى مالية وعينية من بعض شيوخ الخليج! من المتوقع ان يحصد الفيلم أيضا جائزة السيناريو وجوائز التمثيل، إلى جانب الإخراج وأفضل فيلم، لما يقدمه العمل من بنية درامية محبوكة، وأداء تمثيلي بارع خاصة من كريستيان بيل في دور رجل العصابات. فيلم هي أو "Her" للمخرج وكاتب السيناريو والمنتج والممثل سبايك جونز، الذي تميز بأفكاره الغير تقليدية، يدور في المستقبل، حول رجل مطلق وحيد وانطوائي يقع في حب امرأة، وهي عبارة عن الصوت والكلمات التي ينطق بها برنامج ذكاء اصطناعي على الإنترنت. براعة الصوت الذي تؤديه الساحرة سكارليت جوهانسين، قد يرشح الفيلم لجائزة افضل ممثلة مساعدة، بخلاف جوائز السيناريو والقصة. وتشتعل المنافسة على جائزة أفضل ممثلة، بين كل من كيت بلانشيت عن "الياسمينة الزرقاء"، وآمي أدامز عن "الكفاح الأمريكي"، وجودي دينش عن "فيلومينا"، أما التعس ليوناردو دي كابريو، والذي رشح لجائزة أفضل ممثل أكثر من 10 مرات ولم يفز بها ولا مرة، فينافس مرة أخرى عليها عن "ذئب وول ستريت"، أمام كلا من كريستيان بيل عن "الاحتيال على الطريقة الأمريكية"، وشيويتل إيجوفور عن "عبد لإثنى عشر عاما"، وماثيو ماكنوهي عن "نادي مشتري دالاس". أما جائزة أفضل ممثل مساعد فيتنافس عليها كل من بركات عبدي عن فيلم "كابتن فيليبس"، والذي برع في أداء دور القرصان خاطف السفن، وجاريد ليتو عن فيلم "نادي مشتريي دالاس". وعن جائزة أفضل ممثلة مساعدة، فيتصارع عليها الكينية لوبيتا نيونجو عن دورها في "عبد لإثنى عشر عاما" وجينيفر لورانس عن دورها في "الاحتيال على الطريقة الأمريكية". أما أفضل تصوير فاحتمالات الفوز بالجائزة تذهب إلى فيلم "الجاذبية الأرضية"، وجائزة أفضل فيلم تحريك فتنحصر بين "مجمد" إنتاج ديزني و"الريح تعلو" إخراج فنان التحريك الياباني هاياو ميازاكي. وتعد جائزة أفضل فيلم أجنبي هي الأكثر سخونة في طبيعة المنافسة بين الافلام الأفضل خارج هوليوود، وأصحاب الفرص الأكبر لاقتناصها هي الفيلم الدانماركي "الصيد"، والبلجيكي "انهيار الدائرة المكسورة" والإيطالي "الجمال العظيم".