ارتكب مهاجمون، مسلحون بسكاكين مجزرة حقيقية، قتل فيها 29 شخصا، مساء أمس، في محطة للقطارات جنوب غرب الصين، في عملية لا سابق لها، وصفتها الحكومة الصينية ب:"الإرهابية"، في إشارة إلى الانفصاليين، الأويجور. وتشهد شينجيانج، المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي منذ 2009، أعمال عنف، تؤدي إلى سقوط قتلى بين الأويجور والصينيين، الذين ينتمون إلى إثنية (الهان)، لكن الهجمات على مدنيين داخل المنطقة، نادرة، وخارجها أكثر ندرة. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة، إن:"الهجوم، الذي جاء قبل أيام من بدء الدورة السنوية للبرلمان الصيني، أسفر عن سقوط 130 جريحا أيضا". وأوضحت الوكالة أن: "الشرطة قتلت أربعة مهاجمين، على الأقل، واعتقلت خامسا، وأطلقت عمليات مطاردة لآخرين". ووصفت هذه المجزرة بأنها"11 سبتمبر الصينية"، في إشارة إلى الاعتداءات العنيفة، التي شهدتها الولاياتالمتحدة في 2001، وبأنها: "جريمة خطيرة ضد الإنسانية". ووصل مسؤول الأمن العام في الصين مينج جيانجو، صباح اليوم، إلى كونمينج، للإشراف على التحقيق، وتفقد مكان الاعتداء، ونقلت وكالة الصين الجديدة عنه، وعيده:"بعقوبة قاسية للإرهابيين". ومن جهته، قال ديلشات راشيت، الناطق باسم المؤتمر العالمي أويجور، المنظمة المدافعة عن هذه الإثنية والمتمركزة في ميونيخ، بألمانيا: "لا شىء يبرر الهجمات على المدنيين"، وأضاف: "لكن السياسات القمعية، والتمييزية، تؤدي إلى إجراءات قصوى". وروى عدد من الجرحى، والشهود العيان أن:"المهاجمين كانوا يرتدون ملابس سوداء، ويخفون وجوههم"، وقد اقتحموا محطة القطارات في كونمينج، عاصمة مقاطعة يونان، وقاموا بطعن المسافرين، الذين كانوا مصطفين لشراء بطاقات السفر. ونسبت الحكومة المحلية، الهجوم الى الانفصاليين الأويجور، في منطقة شينجيانج، (شمال غرب الصين) المسلمة، الناطقة بالتركية، الذين يقولون إنهم ضحايا سياسة قمعية، حيال ديانتهم ولغتهم وثقافتهم، يتبعها (الهان) الإثنية، الغالبة في الصين. هذا، ودعا الرئيس الصيني شي جينبينج إلى:"مضاعفة الجهود، لإجراء التحقيق بعد مجزرة كونمينج، ومعاقبة المهاجمين، حسب القانون". ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأشد العبارات، الهجوم الرهيب على مدنيين، وقال:"لا شىء يبرر قتل مدنيين أبرياء"، معبرا عن: "أمله في إحالة المسؤولين عنه إلى القضاء".