"يسقط يسقط وائل الدجوي" هتاف هزّ أركان كلية الهندسة بجامعة القاهرة منذ عامين، بعد واقعة سقوط حسن محمد، طالب الفرقة الأولى قسم تعدين، من الطابق الخامس لأحد مباني الكلية، قتيلاً، وصرّحت إدارة الكلية حينها بأنه انتحار، ما أثار غضب الطلاب ضد عميد الكلية الدكتور وائل محمد خليل الدجوي، المرشّح لمنصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة المهندس إبراهيم محلب. فاز دكتور وائل الدجوي بعمادة الكلية للمرة الثانية، ولكن المرة الأولى عن طريق الانتخاب، في 24 سبتمبر 2011، وهي أول انتخابات تُجرى بفضل ثورة 25 يناير، على منصب العميد منذ تسعينات القرن الماضي، وتقدّم 3 مرشحين للمنصب عرضوا رؤيتهم وخططهم المستقبلية في ندوة تم تخصيصها لهذا الغرض في الأربعاء السابق ليوم الانتخابات، وحصل الدجوي على المنصب بنسبة تعدت ال60% من الأصوات الصحيحة. وحينما أعلن طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة الحداد على روح زميلهم الذي سقط قتيلا من أحد مباني الكلية، وبعد التحضير لتشييع جثمانه يوم الأربعاء فوجئوا بإدارة الكلية تُقيم احتفالا ب"عيد الخريجين" يوم الخميس، ما أشعل غضب الطلاب وجعلهم يعتدون على فرقة "الموسيقى العسكرية" خارج أسوار الكلية، والأحد الذي تلاه نظّم الطلاب وقفة احتجاجية واضعين "أشرطة سوداء" على أفواههم، وطبع اتحاد الطلاب آنذاك ورقًا مكتوب عليه: "حسن أخونا مات وانتم في احتفالات"، وبدأ هتاف المطالبة بتقديم الكلية اعتذارها عمّا حدث، وتطورت الهتافات للمطالبة بتحسين العملية التعليمية داخل الكلية، في تجاهل تام من الإدارة حتى قرر حوالي 1000 طالب حينها اقتحام مبنى الإدارة واحتجزوا الدكتور عمرو عدلي، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب حينها، وتعالى هتاف "يسقط وائل الدجوي"، حتى ذهب وفد مكون من 5 أفراد إلى الوكيل ووعدهم بتنظيم مؤتمر طلابي في اليوم التالي. وحضر الدكتور وائل الدجوي ووكيل الكلية المؤتمر الطلابي، بالإضافة إلى عدد آخر من الإداريين ومندوب الكلية بفرع الشيخ زايد، وحينما طلب الطلاب من الإدارة أن تعتذر ورفضت ذلك ثار الطلاب وخرجوا من القاعة مرددين هتافات مناهضة للإدارة، وهدأت الأزمة بعد ذلك لقرب الامتحانات، ولم يُكمل "الدجوي" في منصب العميد لإحالته إلى المعاش في 2012، وخلفه الدكتور شريف مراد. ورشّح المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المكلّف، "الدجوي" لتولّي منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بعد استبعاد الدكتور أشرف منصور، مؤسس الجامعة الألمانية، لإثارة خبر تكليفه موجة غضب شديدة على مستوى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وعدم موافقتهم على هذا القرار، إلى جانب ترشيح دكتور السيد عبدالخالق، رئيس جامعة المنصورة.