كشفت مجلة «تايم» الأمريكية عن أن انتقال ثوار ليبيا إلى سوريا يتم بتمويل قطرى ورعاية إماراتية، فيما اتهم وزير الخارجية السورى وليد المعلم واشنطن بأنها «اللاعب الرئيسى» فى تشجيع المعارضة السورية على محاربة الرئيس السورى بشار الأسد. وبحسب تقرير «تايم» فإن الثوار الليبيين الذين تمكنوا من الانتصار على كتائب العقيد الراحل معمر القذافى النظامية توجد أعداد منهم حاليا ضمن صفوف الجيش الحر فى سوريا لرفع معنويات إخوانهم وإمدادهم بخبراتهم الميدانية والتسليحية فى معاركهم ضد قوات الأسد. وتروى «تايم» على لسان أحد الثوار الليبيين فى سوريا لم يكشف عن اسمه الحقيقى وفضل مناداته باسم مستعار «أبو يوسف» قوله: «أتينا إلى هنا للوقوف بجانب إخواننا السوريين فى قتالهم ضد الأسد، فثورتنا تمنعنا من السكوت على مشاهد القتل والذبح التى يقوم بها نظام الأسد ضد شعبه». وتكشف المجلة الأمريكية أن «أبو يوسف» هو أحد مسلحى كتيبة لواء الأمة الذى أنشأه مهدى الحراتى مساعد رئيس المجلس العسكرى بطرابلس الذى كان يترأسه عبدالحكيم بلحاج، هذه الكتيبة كان مصدر تمويلها الأساسى الدولة الخليجية الصغيرة قطر، وتدربت عناصرها فى الإمارات. ويحكى «خلدون»، أحد المنشقين عن نظام الأسد والضابط بالجيش الحر للمجلة: «يوجد بالفعل أعداد بين صفوفنا من الثوار الليبيين لكنها ليست بالكبيرة، فهم لا يتجاوزون عدة مئات»، ويتابع: «أرسلت مفوضا من قبل الجيش الحر إلى ليبيا للتنسيق من المجلس الانتقالى الليبى وطلب الإمداد بالأسلحة والذخيرة تحت رعاية قطرية، لكننا لم نطلب انضمام ليبيين إلى صفوفنا». فى غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية السورى وليد المعلم الولاياتالمتحدة بأنها «اللاعب الرئيسى» فى تشجيع المعارضة السورية على ما سماها محاربة نظام الرئيس بشار الأسد، وقال إن الأمريكيين يستخدمون بلاده لمواجهة النفوذ الإيرانى فى المنطقة. وقال المعلم فى مقابلة نشرتها صحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس: «نعتقد أن الولاياتالمتحدة هى اللاعب الرئيسى ضد سوريا، والآخرين أدوات» مؤكدا أن واشنطن هى من تدعم الهجوم العسكرى للمعارضة من خلال تزويد مقاتلى المعارضة بمعدات اتصالات، وهذا يعنى دعما صريحا للإرهاب فى سوريا، بحسبه. واعتبر المعلم أن الأمريكيين يستخدمون سوريا لمواجهة النفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط، وقال إنهم قاموا بتضخيم القدرات النووية لطهران بهدف بيع أسلحة لدول الخليج، مستشهدا بدراسة نشرها معهد بروكينجز الأمريكى للأبحاث ومفادها أنه «فى حال أردتم احتواء إيران، عليكم أولا البدء بدمشق».