يبيت الأتراك ويصبحون على ضجيج التسجيلات الصوتية المتوالية التى تكشف تورط رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وأسرته فى فضائح الفساد المالى والرشاوى التى لاحقت كبار المسئولين وأبناء الوزراء منذ 17 ديسمبر الماضى عندما بدأت الشرطة حملتها والنيابة التحقيقات فى قضايا الفساد.. توالت التسجيلات التى تكشف مرة تدخل «أردوغان» فى وسائل الإعلام، وأخرى تورط نجله «بلال» فى قضايا فساد مالى، لكن التسريب الأخطر هو الذى ظهر مساء الاثنين 24 فبراير، الذى يضع فيه «أردوغان» وابنه وباقى أفراد أسرته خطط التخلص من مبلغ، قيل إنه لا يقل عن مليار دولار، قبل احتمالية وصول الشرطة ومداهمتها المنازل المخبَّأ بها المبالغ المالية فى إطار التحقيقات. التسجيل الذى أحدث ضجة سياسية كبيرة وصلت إلى حد إعلان المعارضة حكومة «أردوغان» فاقدة الشرعية، وعمت المظاهرات المطالبة باستقالة الحكومة شوارع المدن الرئيسية. ثم يعقبه تسجيل صوتى آخر يطالب فيه «أردوغان» ابنه برفض 10 ملايين دولار كرشوة فى صفقة تجارية لأنها أقل مما يريد. الجميع يؤكد أن رجلاً واحداً هو الذى يقف وراء نزيف «أردوغان»، الكل يؤكد أنها غضبة الأستاذ محمد فتح الله جولن، زعيم حركة «حزمت» الإسلامية النافذة فى القضاء والإعلام والشرطة، التى أوصلت التلميذ «أردوغان» إلى السلطة، وغضبت عليه فيما بعد بسبب ديكتاتوريته وتجاوزاته الجنونية.. جولن، فيما يبدو، نجح فيما لم تقدر عليه المعارضة التركية طيلة 11 عاماً من حكم «رجب»، وجعل الأشهر الماضية جحيماً يحاصر «أردوغان» وأسرته. «الوطن» تنشر تفاصيل مكالمات فضيحة الفساد المالى بين «أردوغان» وابنه التى نشرتها صحيفة «توداى زمان» التركية المقربة من «جولن»، ونشرها كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض، على موقعه، استعداداً لتقديم استجواب فى البرلمان ضد «أردوغان».