يعيش أهالى قرى مركز إطسا بمحافظة الفيوم حالة من الترقب والقلق الشديد، على مصير أبنائهم المسافرين إلى دولة ليبيا، مع تواتر الأنباء عن مقتل 2 منهم وإصابة آخرين واحتجاز المئات فى شارع السلك، بمنطقة «أبوسليم» فى طرابلس. وتذهب الرواية المبدئية للحادث الذى تعرض له العاملون المصريون، بليبيا أنهم فوجئوا بمجموعة من الليبيين يرتدون زيا مدنياً ومدججين بالسلاح، يقتحمون سكنهم، مما أدى إلى إصابة أحد أبناء الفيوم بطلق نارى فى الرأس، واحتجاز نحو 500 مصرى آخر. وتحدث الأهالى بقرى مركز إطسا ل«الوطن» عن مخاوفهم على مصير أبنائهم، وطالبوا بتحرك دبلوماسى عاجل، من أجل إخلاء سبيل المحتجزين. وقال رمضان خلف، من قرية «بحر أبوالمير»، المقيم حاليا فى مدينة «أبوسليم» بطرابلس، ل«الوطن» إنه سافر للبحث عن لقمة العيش فى ليبيا، بموجب تأشيرة عمل مدتها 60 يوما حصل عليها من مكتب العمل، وفوجئ بعدد كبير من المصريين فى شارع السلك بمدينة «أبوسليم» وصلوا ليبيا عن طريق السماسرة، ويعيشون فى رعب، خشية الهجوم على منازلهم مرة أخرى، مما يدفعهم إلى عدم الخروج من منازلهم ليلا. وأكد شقيقه «شعبان» الذى يعمل إخصائياً اجتماعياً بالأزهر الشريف، أن «رمضان» سافر إلى ليبيا ليأسه من الحصول على فرصة عمل جيدة فى مصر، بعد أن أنهى دراسته فى التعليم الفنى، وبدأ العمل فى مجال التشييد والبناء، بعد أن حصل على تأشيرة عمل مقابل 5 آلاف جنيه، وهناك بدأ البحث عن العمل الذى يريده، فى ظل متاعب وخوف لا نهاية لهما. وبدأ عاشور جمعة يتحدث بتحفظ عن سفر أقاربه من القرية للعمل فى ليبيا بحثا عن لقمة العيش، حتى تعرضوا لحادث الهجوم الأخير، وقال إن 10 من عائلته سافروا منذ حوالى 8 أشهر بعد حصولهم على تأشيرة عمل كلفت الواحد منهم حوالى 7 آلاف جنيه، وفى النهاية خسروا كل شىء. وبحزن شديد، قالت السيدة نظاجة جمعة، والدة الشقيقين المحتجزين فى ليبيا بدوى وإبراهيم إنهما غير متزوجين و«طافشين من مصر من أجل رزقهم»، وأوضحت أنهما «أرزقية» ويعملان باليومية، وأضافت: سافرا إلى ليبيا منذ 5 أشهر بعد حصولهما على الفيزا عن طريق أحد الأشخاص فى قرية القاسمية بمركز إطسا، ثم انهمرت دموعها وهى تتحدث قائلة: «دول غلابة، ومايستهلوش اللى بيحصل فيهم، ولو كانوا لاقيين لقمة عيش هنا كان إيه يبهدلهم كده؟». ونوهت إلى أن آخر مرة سمعت صوتهما كانت فى عيد الفطر المبارك، من خلال اتصال هاتفى منهما أكدا فيه إن هناك قلقا فى المنطقة التى يقيمان فيها، وطلبت منهما عدم الخروج ليلا خوفا على حياتهما. وتحدث معنا عبر الهاتف من منطقة «أبوسليم» فى ليبيا (أشرف. ش) أحد أبناء القرية وروى رواية قد تختلف قليلا عن ملابسات احتجاز المواطنين المصريين هناك، وقال إنهم فوجئوا وهم فى منازلهم بمجموعة أشخاص يرتدون ملابس مدنية ويحملون أسلحة وطلبوا جوازات السفر الخاصة بالمصريين، وفتشوا الغرف وهى نفس الطريقة التى كانت تحدث قبل ذلك من بعض البلطجية الذين كانوا يهاجمون المنطقة التى يوجد فيها المصريون. وأضاف «أشرف»: توقعنا أنهم بلطجية وأثناء مقاومتهم أصيب أحد المصريين بطلق نارى فى الرأس وآخر فى يده، وبعد وقت قليل من مغادرة هؤلاء الأشخاص للمنطقة أحضروا سيارات نقل، وتبين أنهم من المجلس الانتقالى الليبى بطرابلس، حيث حطموا أبواب المنازل بشارع السلك، وألقوا القبض على عدد كبير من المصريين. وبنفس تفاصيل الرواية، تحدث سامح عبدالعليم، أمين شرطة، من أهالى قرية «بحر أبوالمير» بمركز إطسا قائلاً: إن شقيقه «وائل» البالغ من العمر 22 سنة سافر منذ 4 أشهر إلى ليبيا، بعد حصوله على تأشيرة دخول كلفته 5 آلاف جنيه للعمل هناك فى مجال البناء أو باليومية، وأضاف: كانت آخر مكالمة مع شقيقى المحتجز فى ليبيا منذ 3 أيام وبعد ذلك سمعنا من أقاربنا هناك بأنه محتجز لدى أجهزة الشرطة دون معرفة السبب. وفى نفس السياق، اتصل مسئولو اللجان الشعبية بمركز إطسا بمسئولى الخارجية المصرية من أجل توصيل استغاثة أبناء القرية المحتجزين، حسبما أكد وليد أبوسريع، المنسق العام للجان الذى قال إنهم اتصلوا بالدكتور نصر الزغبى عضو مجلس الشعب «المنحل» عن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، الذى أجرى اتصالات بمساعد وزير الخارجية لشئون القنصلية أحمد راتب، من أجل التدخل لإنقاذ عدد من أبناء قرى مركز إطسا المحتجزين فى مدينة «أبو سليم». ويؤكد خيرى أبوعيشة، عضو اللجان الشعبية بالمركز ومن أبناء قرية «بحر أبوالمير» التى سافر منها عدد كبير إلى ليبيا، أن الخوف بين المواطنين يدفع الكثير منهم لعدم الحديث عن مشاكلهم وسبل سفرهم إلى ليبيا.