الأبحاث العلمية التي يجريها الباحثون والعلماء في مراكز البحوث المختلفة والجامعات المصرية سواء كانت رسائل ماجستير او دكتوراه او أبحاث للترقية او مشاريع بحثية لها جميعا هدف احد يتمثل في خدمة قضايا المجتمع وإيجاد حلول عملية لمشاكله وتطوير الزراعة والصناعة وحل مشاكل البيئة والصحة وكل هذا من اجل تحقيق رفاهية المجتمع والارتقاء بمستوي معيشة المواطن وأحداث نهضة شاملة . والمتابع لأحوال البحث العلمي والاستفادة بنتائج البحوث العلمية في المجالات المختلفة في مصر يجد ان هناك خللا ومشكلة حقيقية تتمثل في عدم الاستفادة بصورة حقيقية بنتائج معظم هذه الأبحاث حتي وصل الحال الي اننا أصبحنا نطلق عليها أبحاث الأدراج وهذا الوضع لم يعد مقبولا ولا يجوز السكوت عليه الان ونحن بصدد بناء دولة حديثة تعتمد علي العلم وتطبيقاته وتعظيم دور البحوث العلمية كما جاء في الدستور الجديد. وهنا يظهر دور الدولة المتمثل في وزارة البحث العلمي والذي اصبح لزاما علي الحكومة ان تدعمها من اجل وضع آليات جديدة وحقيقية لتسويق نتائج تلك الأبحاث العلمية والذي دفعني الي ان اطرح هذه القصبة الحيوية ما تابعته قريبا من خلال حضوري ورشة عمل أقامتها باحثة بالمركز القومي للبحوث تناولت اعلان نتائج مشروعا بحثيا قامت بإجراؤه ومعها فريق بحثي كبير علي مدار ثلاث سنوات بهدف الوصول للمقاسات الجسمية التي تخص المصريين لكي تستفيد بها قطاعات صناعة المنسوجات المصرية المختلفة في صناعة ملابس تتناسب مع اجسام المصريين بدلا من المقاسات الأوروبية المتاحة للصناعة المصرية والحقيقة ان مثل هذه النتائج لابد ان تخرج للنور وتصل للصناعة للاستفادة بهامن اجل حل تلك المشكلة الهامة . ومن هذا المنطلق ولأهمية الحاجة لتطبيق نتائج الأبحاث العلمية التي يجريها العلماء المصريون فانه اصبح من الضروري ان تبدأ زيارة وزارة العلمي في التخطيط لإضافة قطاع جديد كامل يتبع الوزارة للتسويق لنتائج البحوث ولا يقتصر الامر علي مكتب لهذا الغرض بل قطاع كامل يضم خبراء متخصصين ومعهم معاونين وفنيين في طرق التسويق من اجل نقل نتائج البحوث الي الجهات المستفيدة في الصناعة والزراعة والصحة وغيرها ولابد ان تكون الكوادر العاملة بهذا القطاع علي اعلي مستوي مهني ويتم تطوير مهاراتها باستمرار واطلاعها علي احدث الطرق العالمية المستخدمة في تسويق وتطبيق نتائج الأبحاث العلمية . ان الاهتمام بقضية خروج الأبحاث العلمية الي النور بات ضرورة ملحة بل ان هناك العديد من تلك الأبحاث تم إجراؤه من قبل وللأسف اصبح حبيس الأدراج وقد ان الأوان لخروجها والاستفادة بنتائجها فلم يعد لدينا ترف تركها كما هي وعدم الاستفادة بنتائجها لحل مشاكلنا الملحة في المجالات المختلفة .