كلنا يعلم أنه لو تملكت ثقافة الخوف من الانسان فسوف يجلس في المنزل ولن يغادره خوفا من تعرضه للموت ، وستتوقف حركة الحياة على سطح كوكب الأرض ، لكن الله سبحانه وتعالي يريد منا أن نعمر الأرض ، فأمرنا الله بالآتى " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " {العنكبوت :20} ، هذه الآية الكريمة تؤكد على ضرورة أن نسير في الأرض وننظر ونتأمل وندرس ما حولنا من أجل اكتشاف" كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ" ، ومثل هذه الآيات كانت سبباً في تحفيز علمائنا قديماً لاكتشاف الكثير من العلوم ووضع النظريات ، وهذا ما ساهم في دفع عجلة العلم ، ولذلك كان لعلماء المسلمين الفضل في كثير من العلوم التي أخذها عنهم علماء أوربا واستفادوا منها وقاموا بتطويرها. ثقافة الخوف هى أحد الأسلحة التى يستخدمها اللوبى الصهيونى فى الحرب الباردة ضدنا ، وللسيطرة على العالم ولضمان الأمن والأمان لدولتهم ولضمان استمرارية الدولة اليهودية الأبدى في الوجود والتعايش في الأراضي العربية المغتصبة وضعت الصهيونية العالمية في خططها خطط خفية من أهمها أن يتم السيطرة علي العالم من خلال امتلاك قوى ثلاث "المال والاعلام والسياسة ". فمن خلال امتلاكهم لوسائل الأعلام العالمية يصدرون لنا ثقافة الخوف من التكنولوجيا النووية ، وبسيطرتهم على عالم السياسة استطاعوا أن يسيطروا على عقول السياسين ويوجهوا اتجاهاتهم نحو عدم تبنى المشروعات النووية ، وبقوة المال استطاعوا أن يجندوا الخونة والعملاء لبث الأكاذيب وترويج الشائعات ، فهدفهم أن نبتعد عن إمتلاك التكنولوجيا النووية وتوطينها فى مصر بأى شكل من الأشكال ، وهم يعلمون علم اليقين أن التكنولوجيا النووية هى مفتاح الرقى والارتقاء بالبلاد وهم لا يريدون ذلك ، وعقيدتهم أن لا تتواجد قوة نووية فى المنطقة تستطيع تهديد أمن دولة إسرائيل. وخير رد على هذه الأكاذيب والشائعات هو تزايد طلب دول العالم على الطاقة النووية ، فعدد المحطات النووية التى يتم بنائها حاليا هو 72 محطة وبإجمالى قدرة كهربائية مقدارها 69669 ميجا وات ، والخبرات النووية العالمية فى مجال الطاقة النووية يزداد يوم بعد يوم ، فمن الدروس المستفادة من خبرات التشغيل والصيانة ومن الحوادث النووية ترتقى فلسفة نظم الأمان وترتقى معها الصناعات النووية ، فالخبرة الروسية بدأت مع تشغيل أول مفاعل نووى فى العالم في مدينة أوبتسك عام 1954، والخبرة الأمريكية بدأت عام 1955 مع تشغيل أول مفاعل نووى في ولاية إيداهو ، فلم تمنع حادثة تشرنوبل النووية (فى 26 أبريل عام 1986) الروس من المضى قدما فى استكمال البرنامج النووي ، فالروس حاليا يقومون ببناء عدد 10 محطات نووية ، ولم تمنع حادثة ثري مايل ايلاند (فى 28 مارس 1979) الأمريكان من المضي قدما فى استكمال البرنامج النووى وهم يمتلكون 100 محطة نووية ، فالأمريكان حاليا يقومون ببناء عدد 4 محطة نووية ، كما لم تمنع حادثة فوكوشيما النووية (فى 11 مارس 2011) اليابان من المضى قدما فى استكمال البرنامج النووى ، فاليابان حاليا تقوم ببناء عدد 2 محطة نووية ، فلماذا لم تتعظ هذه الدول من جراء ما أصابها من حوادث نووية وتقرر غلق محطاتها النووية والتوقف عن استكمال برامجها النووية ؟ ، فالدول النووية تعلم علم اليقين أن الصناعة النووية هى التى أدت الى رقيها ونهضتها ، واستكمالها لبرامجها النووية سيؤدي الى المحافظة على صدارتها كدولة صناعية كبرى وكذا المحافظة على برامج التنمية فى بلادها. مشروع المحطة النووية هو أمن قومى تكنولوجى وهو من المشاريع الهامة للتنمية ومشروع استثمارى ، فالعائد من بيع الكهرباء يستطيع ان يغطى تكاليف المحطة النووية خلال سنوات قليلة ، كما أن تكاليف المحطة النووية يمكن تغطيتها من فارق سعر الوقود النووى عن سعر الوقود الأحفورى (غاز أو بترول) ، فمن خلال حسبة بسيطة نجد أن سعر الوقود النووى لمحطة نووية قدرتها 1200 ميجا وات كهربى هو 40 مليون دولار فى السنة ، بينما نجد أن سعر الغاز (2.5 مليار متر مكعب فى السنة) المطلوب لتشغيل محطة قدرتها 1200 ميجا وات كهربى هو 400 مليون دولار فى السنة ، فيكون فرق السعر هو 360 مليون دولار فى السنة ، بالاضافة الى أن استخدام الغاز الطبيعى والبترول فى صناعة البتروكيماويات يعطى عائد أعلى من استخدامه فى تشغيل محطة لانتاج الكهرباء. وبتصدير ثقافة الخوف استطاع اللوبى الصهيونى من خلال عملائه فى مصر أن يشكك في صلاحية موقع الضبعة ، حيث زعم أحدهم أن التربة غير صالحة لبناء المحطة النووية ، وخوفا من اكتشاف تزييفه للحقائق ذكر فى تقريره أن تربة الساحل الشمالى ابتداء من برج العرب الى السلوم تتكون من الحجر الجيرى (أحجار متفتتة) وقابلة للذوبان ولا تصلح لتحمل المحطة النووية ، وحدد فى تقريره أن تشابه التربة يبدأ من برج العرب لأنه يعلم أن تربة سيدي كرير (عند الكيلو 29 طريق اسكندرية/مطروح ) والمشابة لتربة موقع الضبعة مقام عليها مشروعات ضخمة مشابة لضخامة محطة الضبعة النووية ، فهناك محطة كهرباء سيدى كرير (1&2) قدرة كل وحدة 320 ميجا وات ، ومحطة كهرباء سيدى كرير (3&4) قدرة كل وحدة 341 ميجا وات بإجمالى قدرة كهربائية قدرها 1322 ميجا وات ، كما أن تربة سيدي كرير مقام عليها مشروع شركة سوميد للبترول والذي يضم 18 خزان للبترول الخام ، حيث تبلغ سعة الخزان الواحد 103 ألف متر مكعب وبأرتفاع 17 متر وقطر 88 متر. وبتصدير ثقافة الخوف استطاع اللوبى الصهيونى أن يروج لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بديلا للطاقة النووية ، وخير رد على هذه المزاعم هو ما قاله وزير الطاقة الجديدة والمتجددة الهندى "فاروق عبد الله" يوم 6 فبراير 2014 ، حيث قال "الهند تتحرك إلى الأمام ، الهند بحاجة للطاقة ، نحن فى احتياج لاستخدام الطاقة النووية لحين ما تصل الطاقة الجديدة والمتجددة إلى مثل هذا المستوى الذى نحن قادرون على الاستغناء عن الوقود الأحفورى والطاقة النووية". وبتصدير ثقافة الخوف يريد اللوبى الصهيونى تخويف المستثمر الأجنبي للابتعاد عن تقديم التكنولوجيا النووية لمصر بزعم أن مصر بلد غير آمن وهناك إنفلات أمني بمصر ، وكذا التشكيك في قوة الاقتصاد المصري ، متحججا أن مصر تمر بأزمة اقتصادية وتحتاج لوقت طويل للخروج منها. يجب أن نحطات ولا نترك اللوبي الصهيوني يعبث بمقدرات مصر كيفما شاء ، فمصر مازالت بخير، وهي بلد الأمن والآمان فهي أم الدنيا رغم كيد الكائدين وهي قادرة على مواصلة العمل الجاد واستكمال المسيرة لنهضتها من خلال امتلاكها لجميع أنواع التكنولوجيات وتوطينها في مصر ، فأبناء مصر قادرون على حيازة نواصي العلم وامتلاك القوة ، وأبناء مصر قادرون علي تحقيق الأمنية الغالية في نهضتها وسيصلون بها إلى الهدف والغاية ، أمة مصرية قوية وقادرة ، مهابة الجانب ، عصية على الإذلال والإهانة.