"انت يا زفت نتيجة التكليف ظهرت" قالها زميلي في الموبايل صارخًا.. وأتبعها بالكثير من اللعنات على الطب والأطباء فهمت منها ضمنا أنه عرف نتيجته وأكيد طبعا اتحدف في آخر بلاد المسلمين..قمت منزعجا متحسسا طريقي حتى وصلت لعويناتي "النضارة يعني" التي أصبحت جزءا لا يتجزأ مني بعد السنين الطويلة التي قضيناها في الكليه نلعب "Medal Of Honor" حتى مطلع الفجر.. وأنا أفكر يا ترى اتحدفت فين يا مرزوق.. الصعيد مثلا ولا إيه ربنا يستر دخلت على النت مسرعا وأدخلت رقمي على الموقع الإلكتروني لأجد أنني تم توزيعي على (إداره طامية- الفيوم).. أرجعت رأسي قليلا الى الوراء وأخذت أتامل الاسم.. الفيوم.. طامية.. من المحافظات القليلة في مصر التي لا تتمتع بأي شهرة على الإطلاق.. معرفش عنها أي حاجة دي.. إيه بس يا ربي إدارة (طعمية) اللي أنا اتوزعت عليها دي.. وأخذت في التفكير مازحا أنني أصبحت الآن طبيب وحدة طعمية بالفيوم.. "إحنا نقدم تظلم" قالها زميلي واثقا...لامع العينين.. وكأننا قدمنا التظلم بالفعل وتم قبوله سألت على موضوع التظلم.. فوجدت أنك كرجل من حقك أن تقدم تظلم ليتم نقلك إلى الأماكن التي تتلاءم مع مجموعك فقط.. ومتحلمش بأكتر من كده "اوعى تستلم.. لو استلمنا هايخيطونا في المكان للأبد". يا عم أسكت بقى مش عارف أفكر.. "الله يخرب بيت أم اليوم اللي دخلنا فيه كلية الطب" كنت متفقا معاه تمام الاتفاق في الجملة الأخيرة بالنسبه لي.. رجعت إلى المنزل وأخذت في مراجعة ورقة الرغبات... فوجدت الفيوم هي الرغبة رقم 199 من حوالي 200 رغبة كنت قد كتبتها.. وهو إن دل على شىء فإنما يدل على ضخامة مجموعي التراكمي لدرجة وصولي إلى الرغبة قبل الأخيرة بقليل تصفحت النت حتى وصلت إلى الحدود الدنيا.. وأخدت أقارنها بمجموعي التراكمي.. واكتشفت بالصدفة البحتة أن الرغبة رقم ( 66 ) وهى إداره بلطيم الصحيه .... الحد الأدنى لها يتلائم مع مجموعى ... وبما أننى من سكان البحر المتوسط ... فوجدت أن بلطيم مقبوله نسبيا بالنسبه لوجودى فى دمياط ...أى أنها عل نفس ذات الشريط السكنى ... دمياط - جمصه - ثم بلطيم مباشره حوالى 75 كم مقارنه بالفيوم التى تعتبر بدايه الصعيد والتى أبعد عنها حولى 400 كم أتخذت قرارى وتوكلت على الله وجهزت ورقى وقلت هاطلع على وزاره الصحه الإداره العامه للتكليف لتقديم التظلم .