أخيرًا، وبعد فترة اقتربت من الشهور الثلاثة، أسدل الستار على الانتخابات البلدية بمدينة إسطنبول التركية، بفوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو بحصوله على نسبة 53,69% من أصوات الناخبين، مقابل 45.4 % لمرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، والذي هنأ رئيس بلدية إسطنبول الجديد الذي استطاع انتزاع الولاية التي يتسيدها حزب أردوغان الحاكم منذ ربع قرن. قصة انتخابات إسطنبول طويلة النفس انطلقت في 31 مارس الماضي، حين خرج كلا المرشحين، أوغلو ويلدريم يعلن نفسه فائزًا في الانتخابات البلدية على المدينة التي تعد معقلًا لحزب العدالة والتنمية الحاكم، لتخرج بعدها لجنة الانتخابات وتعلن فوز أوغلو بفارق لا يتعدى 0.25 %، بنتيجة 48.80 % مقابل 48.55 لصالح مرشح الحزب الحاكم. أردوغان لم يرضه فوز المعارضة بمعقله، فخرج ليطعن في النتائج غير معترف بخسارة مرشح حزبه الحاكم، بسبب ما وصفها بالمخالفات، لتستجيب لجنة الانتخابات للضغوط بعد شهر، وتقرر إعادة الاقتراع، في الولاية التي طالما قال عنها أردوغان أن من يفوز بها يفوز بتركيا. رجب أوزيل ممثل حزب العدالة والتنمية في اللجنة العليا حينها، رحب بالقرار، كما هلل أردوغان بالقرار، مؤكدًا أنه تم "اغتصاب" إرادة الناخبين في إسطنبول بشكل علني، معلنًا ان بن يلدريم هو مرشح الحزب مجددا في جولة الإعادة. وأعلن حزب الشعب الجمهوري، مشاركته في جولة الإعادة، وإعادة ترشيح أكرم إمام أوغلو مجددا لرئاسة بلدية إسطنبول، والذي قال في خطاب وسط أنصاره: "ربما تشعرون بالاستياء لكن لا تفقدوا الأمل"، فيما انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قرار إعادة إجراء انتخابات بلدية إسطنبول بوصفه "غير شفاف وغير مفهوم". وبعد أيام قليلة، من المناظرة بين أوغلو وبن يلدريم، عاد الناخبون الأتراك في بلدية إسطنبول مرة أخرى لصناديق الاقتراع في إعادة الانتخابات في الولاية الأكبر في البلاد، ليؤكدوا فوز مرشح المعارضة مرة أخرى، وتوجيه صفعة جديدة لأردوغان وحزبه بانتخاب أوغلو على حساب يلدريم بنسبة أكبر وأوضح من المرة الأولى، ليضطر أردوغان أخيرًا للاعتراف بهزيمته.