برغم المعوقات الكثيرة التى تواجهها فإن مجموعة شركات «السويس للأسمنت» تحاول تخطى كل الصعوبات وتحسين أوضاعها، من خلال توفير مصادر جديدة للطاقة وحماية البيئة من الأضرار الناتجة من صناعة الأسمنت، حيث جرى افتتاح محطة جديدة لمعالجة المخلفات بمصنع القطامية، وستعمل المحطة على تحويل المخلفات التى يجرى فرزها إلى وقود. وقال «برونو كاريه» العضو المنتدب لمجموعة شركات السويس للأسمنت، فى حواره ل«الوطن» إن الشركة تعتبر أكبر منتج للأسمنت فى مصر، حيث تنتج 20 مليون طن سنويا، برغم انخفاض الطاقة الإنتاجية لعدم وجود الغاز والمازوت، كما تحتاج الشركة إلى 50 ألف طن من المخلفات سنويا لتشغيل المصنع. وتمنى «كاريه» موافقة وزارة البيئة على استخدام الفحم فى تشغيل المصنع، وأكد وجود خطة لخفض انبعاثات الغبار للحفاظ على الاتفاقيات الدولية والاستثمارات التى تصل إلى 2.5 مليار جنيه. * بداية.. متى أُنشئت «السويس للأسمنت»؟ - جرى إنشاؤها فى عام 1981، ونعمل الآن على تشغيل مصانع أخرى فى حلوان وطرة والمنيا، حيث يعتبر مصنع حلوان أقدم المصانع فى مصر، وجرى تأسيسه فى العشرينات. وتعتبر «السويس للأسمنت» أكبر منتج للأسمنت فى مصر، حيث تنتج 20 مليون طن سنويا ويوجد بها 3500 عامل. * هل يوجد أى شركاء فى «السويس للأسمنت»؟ - الشركة مقيدة فى البورصة، و55٪ من رأسمالها تملكه مجموعة «إيتالشمنتى»، وهى إحدى أكبر 5 شركات من منتجى الأسمنت على مستوى العالم، ويوجد بها مساهمون من دول الخليج ومصر، ومنذ أن دخلت السوق المصرية نفذت نسبة كبيرة من استثماراتها الصناعية أى ما يزيد على 500 مليون جنيه مصرى، فى مجالات الحفاظ على البيئة، وبفضل سياسة المجموعة حققت جميع مصانع السويس للأسمنت انخفاضا كبيرا من انبعاثات الأتربة، حيث إنها تقل كثيرا عن الحدود التى يشترطها القطاع الصناعى والحكومى، حيث إن البرنامج يشمل العديد من المشروعات الكبرى التى تنفذ فى إطار برنامج مكافحة التلوث والحد من الانبعاثات بالتعاون مع جهاز شئون البيئة والبنك الدولى. * ما المعوقات التى تواجهكم فى طريق الوصول للطاقة الإنتاجية اللازمة؟ - حاليا نعانى كثيرا، وإذا عدنا للسنة الماضية سنجد أن الخسائر وصلت إلى ما يقرب من 30٪ من القدرة الإنتاجية، لعدم وجود غاز ومازوت، حيث إنه منذ بداية هذا العام نعمل بسعة إنتاجية 50٪ فقط، والأسبوع الماضى كنا نعمل بسعة 30٪، ما يؤدى إلى كثير من التلف فى المعدات والأجهزة، حيث نواجه كثيرا من المشكلات، لأننا غير قادرين على الوفاء بالكميات المطلوبة من الأسمنت، نتيجة لذلك بدأنا باستيراد الأسمنت من الخارج، كما أن الأسمنت يجرى تصنيعه من مادة «الكلينكر»، حيث يجرى شراء هذه المادة بسعر أعلى من البيع النهائى للأسمنت فى مصر. * هل توجد خطة لديكم لتخطى هذه الصعوبات؟ - نحن أكثر مرونة فى توفير مصادر أكثر للوقود وأقل اعتمادا على موارد الوقود المحلية، وهدفنا أولا: توفير الطاقة التى تسمح لنا بإنتاج أسمنت بأسعار تنافسية حتى تكون أسعاره مناسبة ومتاحة للمستهلك، وبهذه الطريقة يمكننا التعامل مع الأسمنت المستورد من تركيا، حيث إنهم فى تركيا يستخدمون الفحم والمواد البترولية من المنتجين المحليين بأسعار أقل من إنتاج الأسمنت، والهدف الثانى هو توفير الطاقة المتجددة، حيث يجرى توليد الكهرباء منها، كما أنه يوجد مشروع لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح فى منطقة الزعفرانة بجبل الزيت بمحافظة البحر الأحمر لنصل إلى 30 ٪ من احتياجاتنا من مولدات الرياح، حيث إن جميع المشروعات تتطلب مبالغ طائلة من الاستثمارات، وتكلفة هذا المشروع فى المرحلة الأولى له 130 مليون يورو، ونحن نحاول عمل هذا بعيدا عن موردى الطاقة المحليين، حيث إن استخدام الطاقة من الرياح والمخلفات يساعد على تقليل اعتمادنا على الموردين المحليين للطاقة، ويتحكم فى انخفاض الانبعاثات لثانى أكسيد الكربون. * لماذا ترفض وزارة البيئة استخدام الفحم فى مصانع الأسمنت؟ - البيئة تهتم بمشكلة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون والمشكلات الصحية الناتجة عن صناعة الأسمنت، لذلك لا بد من خفض الانبعاثات حتى إذا جرى استخدام الفحم فلا بد من استخدام الإجراءات التى لا تتسبب فى انبعاثات، وبشأن المخاطر الصحية توجد تكنولوجيا متوفرة يجرى استخدامها فى ألمانيا وسويسرا، وتستخدم كميات كبيرة من الفحم فى صناعة الأسمنت دون وجود مشكلات مع المواطنين. * ما مقدار استهلاك مصانعكم من الغاز والمازوت؟ - فى البداية هو ليس متوفرا، كما أنه باهظ الثمن، ومكلف للغاية، كما أننا نعتمد 95٪ يوميا على الغاز والمازوت، والباقى مخلفات فقط، ولو افترضنا أن هناك زيادة فى المخلفات فلن تصل إلى20٪، لذلك لا بد من توافر الغاز والمازوت لنتمكن من تصنيع الأسمنت فى مصر. * ماذا عن مشروع معالجة المخلفات؟ وهل سيحل محل الوقود؟ - المخلفات لن تحل محل الوقود أو حاجتنا للفحم، لكن لتقليل الكمية المستخدمة من الوقود، حيث إن هذا المشروع وضع ضمن خطة «السويس للأسمنت» واستغرق عاما كاملا لتنفيذه باستثمارات بلغت 5 ملايين يورو، وهو لزيادة كمية الطاقة التى نحصل عليها من الوقود المشتق من المخلفات، وقد جرى بناء المحطة بما يتفق مع أحكام قانون البيئة المصرى، ومن المتوقع أن تجرى معالجة ما يقرب من 35 ألف طن من المخلفات، وأن توفر20٪ من الطاقة اللازمة لمصنع القطامية، كما أن هذه المحطة تعمل على تنويع مصادر الطاقة لديها، وتقليل الاعتماد على الوقود الحفرى، كما أنها تساعد على استبدال هذه الأنواع من الوقود مثل الغاز والمازوت التى أصبحت نادرة فى مصر بالفحم النباتات والبترولى الذى يُستخدم على نطاق واسع فى صناعة الأسمنت فى جميع أنحاء العالم. * هل يوجد أى من الخطط الأخرى أمام الشركة فى الحفاظ على البيئة؟ - ننفذ حاليا استثمارات كثيرة فى خفض انبعاثات الغبار الناتج عن صناعة الأسمنت، حيث جرى تحقيق ما يقرب من 30٪ من خفض الغبار، من بداية 2007، والاستثمار فى هذا الأمر من أجل الاتفاقيات الدولية الخاصة به، حيث إننا نتحدث عن استثمارات تقترب من ٫5 2 مليار جنيه مصرى.