دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس، إيران إلى القيام ب"دور بناء" من أجل السلام في الشرق الأوسط، كما حذر من اشتباكات عارضة قد تحدث بالمنطقة، وذلك في ختام لقاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران. وقال آبي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع روحاني: "من الأساسي أنّ تؤدي إيران دورا بناء من أجل إحلال سلام متين والاستقرار في الشرق الأوسط"، وتابع: "يجب منع الصراع المسلح بأي ثمن.. نريد لعب أكبر دور ممكن حتى نخفف التوتر"، ما يثير تساؤلا "هل ينجح شينزو آبي في الوساطة بين أمريكاوإيران؟". أستاذ العلوم السياسية: تدخل اليابان محاولة مدعومة من الولاياتالمتحدة لحل الأزمة "زيارة رئيس الوزراء اليابانيلإيران هي مجرد محاولة للوساطة بين إيرانوأمريكا".. هكذا بدأ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور محمد كمال حديثه ل"الوطن"، مؤكدا أنّ وساطة الجانب الياباني لحل أزمة النفط الإيراني مدعومة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب العلاقات الخاصة بين الرئيس الياباني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، ويضيف: "أمريكا هي التي دفعت اليابان للتدخل وهدف تلك الوساطة هو التأكد من أنّ هناك رغبة إيرانية في الحوار والتفاوض لحل الأزمة". ولفت كمال إلى مصالح دولة اليابان من حل تلك الأزمة ووقف تلك الحرب الاقتصادية الدائرة بين إيرانوأمريكا، نظرا لكونها من مستوردي النفط الإيراني، مضيفا: "اليابان تسعى لوقف العقوبات الأمريكية على إيران لما تتكبده من خسار حال استمرار وقف تصدير النفط"، وتابع: "اليابان لها علاقات طيبة مع إيرانوأمريكا، لذلك سيكون لها تأثير في الوساطة، لكن لا توجد مؤشرات واضحة لنجاحها في حل النزاع بينهم". محمد صادق: وساطة اليابان غير مجدية بعد الهجمات الإرهابية في المنطقة وفي الوقت ذاته، قال مدير المركز العربي للدراسات السياسية الدكتور محمد صادق، إنّ "زيارة المسؤول الياباني مهمة، لكني لا أعتقد نجاحها في الأزمة، خاصة في ظل الهجمات الإرهابية الأخيرة في المنطقة العربية، إذ اتهمتها أمريكا وبشكل صريح بدعمها للإرهاب"، لافتا إلى أنّ محاولة للصلح بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال طرف ثالث تتحدد بناء على مدى استعداهم للنقاش والتحاور، وأضاف: "اليابان ذات قوى اقتصادية عملاقة، لكنها ليست فاعلا سياسيا دوليا، لذلك لن تستطيع حل الأزمة بشكل نهائي، تتطلب الأزمة الجلوس من الطرفين على مائدة التفاوض مباشرة". وتصاعدت التوترات بين واشنطنوطهران بشدة في الأسابيع الأخيرة، بعد عام من انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية لكبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات، وقال روحاني: "ستظل إيران ملتزمة بالاتفاق المهم لأمن المنطقة والعالم. طهران وطوكيو تعارضان الأسلحة النووية"، وأضاف "إيران لن تبدأ حربا أبدا لكنها سترد ردا مدمرا على أي عدوان".