كشفت ورقة بحثية أصدرها معهد دراسات الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، عن امتلاك تنظيم بيت المقدس قدرات تقنية واستراتيجية عالية مع اعتماده على الاتجار فى الأسلحة والبشر من أجل توفير التمويل اللازم لعملياته الإرهابية، مشيرة إلى ازدهار هذه التجارة بسيناء خلال السنوات القليلة الماضية، ونسبت الورقة إلى مصادر قولها إن قادة الحركة يعملون بتجارة السلاح لضمان عملية تمويل واسعة وعملية تسليح منتظمة قادرة على الدخول فى مواجهة طويلة الأمد مع الدولة المصرية. وأوضحت الورقة أن الهجمات الأخيرة التى تستهدف عناصر الشرطة والجيش فى مصر أثارت المخاوف بشأن عودة التطرف المسلح فى فترة الثمانينات والتسعينات، مشيرة إلى أن ظهور الجماعة على السطح وادعاءها مراراً وتكراراً مسئوليتها عن هجمات ذات مستوى عال ومتطور، يشير إلى أن مصر تدخل مياهاً مجهولة فى مواجهتها وحربها مع الإرهاب. وجاء فى الدراسة التى نشرت تحت عنوان: «تجدد الميليشيات المتطرفة فى مصر»، أن العقد الزمنى الذى سبق اندلاع ثورة 25 يناير 2011، شهد عودة للجماعات المتطرفة التى نفذت هجمات عنيفة فى سيناء، وكانت القوة الرئيسية بين هذه المجموعات حينها جماعة تطلق على نفسها «التوحيد والجهاد» والتى وقفت خلف هجمات «طابا 2004»، و«شرم الشيخ 2005»، و«دهب 2006» والتى خلفت وراءها عشرات القتلى والجرحى من المصريين والسياح الأجانب. وأشارت إلى أن نظام مبارك قبل سقوطه فى يناير 2011، تمكن على نحو كبير من القضاء على جماعة «التوحيد والجهاد» وإضعاف قدراتها، مشيرة إلى أنها كانت تنتمى فى أفكارها إلى تنظيم القاعدة، وكانت تعتبر النظام المصرى وقوات الأمن «كفاراً» يجب استهدافهم بالعنف. وشرحت الورقة خريطة التطرف الراهنة فى مصر، مشيرة إلى أنه على مدار السنوات الثلاث الماضية ظهرت جماعات جديدة من بينها: «مجلس شورى المجاهدين» و«جنود مصر»، و«أنصار بيت المقدس» والأخيرة تعد الأكثر خطورة والأوسع نشاطاً. حيث أصبحت منذ سقوط مبارك نقطة جذب للمتطرفين الساعين للانتقام من الدولة المصرية، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة دامغة تفيد بالاتصال التنظيمى بين بيت المقدس والقيادة المركزية لتنظيم القاعدة فى باكستان وأفغانستان، إلا أنها تتبنى فكر وتكتيكات القاعدة على نحو مماثل لحركة «التوحيد والجهاد». وأوضحت الورقة أن هذه الجماعة ترى استهداف عناصر الجيش والشرطة ومنشآتهما عملاً مشروعاً، مشيرة إلى أنه سبق للرجل الأول فى تنظيم القاعدة «أيمن الظواهرى» أن اشاد بعمليات هذا التنظيم فى عام 2012 دون أن يسميه، ومن الواضح أنه يسعى لاكتساب اعتراف القاعدة، لكى يعمل تحت لوائها وبالتالى يكتسب الشعبية اللازمة بين التنظيمات الجهادية الأخرى. وأوضحت الورقة، أنه على الرغم من ندرة المعلومات المؤكدة حول تنظيم أنصار بيت المقدس، فإنه ظهر عقب 25 يناير 2011 وبدأ أنشطته بهجوم متعدد على مدينة إيلات فى أغسطس 2011، أسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين، وخمسة جنود مصريين، كما تبنى أيضاً تفجير خط الغاز الذى يمتد من سيناء إلى إسرائيل والأردن. وأشارت الورقة استناداً إلى تقارير وشهادات حية لمتخصصين، أن التركيبة الاجتماعية والأيديولوجية لهذا التنظيم، تضم السلفيين الجهاديين، وعناصر من البدو وأعضاء فى تنظيمات جهادية قديمة، لم يتخلوا عن العنف ومقاتلين أجانب أغلبهم من فلسطين وسوريا والسعودية، فضلاً عن مجموعة من الجهاديين أصحاب خبرات مخضرمة فى القتال فى البوسنة وأفغانستان والعراق، وأوضحت أنه على الرغم من وجود القاعدة الأساسية لتنظيم بيت المقدس فى شبه جزيرة سيناء إلا أن له شبكة تمكنت من تنفيذ محاولة اغتيال وزير الداخلية، محمد إبراهيم فى القاهرة، ووصلت عملياته الإرهابية إلى تبنى تفجير مديرية أمن الدقهلية والذى أسفر عن سقوط 14 قتيلاً و100 جريح، أما العملية الأكثر خطورة وتمثل منحنى نوعياً فى عملياته فكانت استهداف طائرة هليوكوبتر عسكرية باستخدام صاروخ متقدم.