سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجبهة الوسطية تدشن أكبر مراجعات للحركات الإسلامية لحل الأزمة السياسية والدينية في مصر "القاسمي": إعادة شباب الإخوان إلى المجتمع وأبعاد تاريخية للمراجعات .. والإخوان: الإفراج عن المعتقلين والقيادات أولا
كشف صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية، أمين التحالف الإسلامي، عن إعداد الجبهة الوسطية لمشروع مراجعات كبير لأفكار جميع حركات وجماعات الإسلام السياسي وأبرزهم الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والتبليغ والدعوة، تعده اللجنة الدينية بالجبهة الوسطية، ويشرف عليها علماء من الأزهر. وقال "القاسمي" ل"الوطن": اللجنة الدينية تعمل بالفعل في هذه المراجعات الكبرى، ويصب تركيزها على تنظيم الإخوان، وهو مشروع هو الأول والأكبر من نوعه، وعلى الرغم من مراجعات الجماعة الإسلامية والجهاد، فإن تنظيم الإخوان لم تحدث معه مراجعات سواء من داخله أو خارجه، ونهدف من هذه المراجعات إعادة شباب الإخوان إلى الصواب، والعودة إلى المجتمع مرة أخرى. ولفت إلى أن أهم ما يميز هذه المراجعات هو البعد التاريخي لها والتوجه إلى ما قبل تاريخ نشأة الإخوان، لبحث أسباب نشأتها وتأثرها بحركات أخرى مثل جيش الإخوان في شبه الجزيرة العربية التي كانت سببا في توحيد السعودية واستتباب الأمر لآل سعود، فضلا عن اهتمامها بمؤسس تنظيم الإخوان حسن البنا، والرعيل الأول ثم ما حدث من تطورات للجماعة حتى انتهجت الفكر القطبي التكفيري القائم على جاهلية المجتمع. وأضاف: "تأتي المراجعات الكبرى للحركات الإسلامية وتيار الإسلام السياسي كمبادرة من الجبهة الوسطية لحل الأزمة السياسية والدينية في مصر، من باب محاربة الأفكار بالأفكار والعقائد بالعقيدة، إيمانا من الجبهة بدورها الوطني في مساندة المجتمع المصري والدولة، التي تحارب الإرهاب بصورة أمنية فقط، دون وجود بدائل فكرية رغم طلب الجبهة سابقا وجود البدائل الفكرية إلى جانب الحلول الأمنية في مواجهة مشكلة الإرهاب". وأوضح "القاسمي" أن مشروع المراجعات الكبرى للحركات الإسلامية يركز على تصحيح مفاهيم بنى عليها التيار الإسلامي مناهجه التي أدت لنتائج وأفعال خاطئة مثل رفضهم لمبدأ المواطنة، من باب أنها من أعمال "سايكس بيكو" التي قسمت العالم الإسلامى، لتؤكد مراجعات الحركات الإسلامية، أنه لا تضاد في الانتماء للإسلام عالميا، وبين المواطنة والدفاع عليها حتى ضد المسلم المعتدي، كما أن لكل دولة شخصيتها المستقلة. وقال: "بعد الانتهاء من المشروع الذي سيأخذ الطابع الفقهي الدعوي، ويلتزم وسطية الإسلام بإشراف علماء من الأزهر واشتراك قيادات سابقة في التيارات الإسلامية المعاصرة، سنطالب الدولة ووزارة الداخلية بالسماح لعلماء الجبهة الوسطية بالتوجه إلى السجون لمخاطبة الإخوان المقبوض عليهم ومراجعة أفكارهم وعقائدهم، بصورة دورية وتوزيع إصدارات الجبهة في هذا الشأن التي ستعرض على الأزهر إلى المسجونين من الإخوان خصوصا الشباب منهم، لأنهم قنبلة موقوتة بعد خروجهم، فيجب تصحيح أفكارهم لعودتهم إلى مجتمعهم مرة أخرى". وأضاف القاسمى إن فاعليات المراجعات تشمل مؤتمرات في جميع محافظات مصر، موجهة للشباب خصوصا شباب الإخوان، وعروض تقديمية بال"داتا شو" في الشوراع وإنشاء موقع إلكتروني يتضمن إصدارات تلك المراجعات، وعمل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، لفتح نقاش مع شباب الإخوان وباقي الحركات الإسلامية. وأوضح أن الأسلوب الذي ستتبعه الجبهة الوسطية هو التوضيح بالحجة والمقارعة بالبيان، والدفع بالتي هي أحسن وتوضيح حقيقة الإسلام الوسطي، بصيغته العالمية التي لا تمنع مبدأ المواطنة، بل تؤكد عليه لأن "من مات دون أرضه فهو شهيد"، مؤكدا أن اتصالات تجرى حاليا مع كبار قيادات التيارات الإسلامية السابقة والحالية للمشاركة في هذا المشروع. وأشار "القاسمي" إلى أن من ضمن العاملين على المشروع اختصاصيين في العلاج النفسي وعلم الاجتماع، وآخرين في الاتصال والإعلام لضمان نجاح المشروع. من جانبه قال محمد السيسي، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، إنه لا يمكن عمل مراجعات في ظل حملات التعذيب لقيادات التنظيم واعتقال عدد كبير من الشباب، لافتا إلى أن التنظيم دائما ما يجري مراجعات، لكن في ظل تلفق القضايا التي في أغلبها سياسي وليس جنائيا لا يمكن عمل مراجعات. وأضاف: "لقبول أية مراجعات فكرية أو سياسية يجب الإفراج عن المعتقلين سياسيا"، لافتا إلى أن استمرار القضية دون حل سيؤدي لتفاقم العنف ولن تجدي معه أية مبادرات.