على أعتاب قصر الرئاسة فى مصر الجديدة، جلس إيهاب فرحات، رسام هندسى، مع مجموعة من أصدقائه وذويه ضمن المعتصمين المطالبين بوقف ما وصفه إيهاب ب «الزحف الإخوانى على كل مؤسسات الدولة». جلسات إيهاب وأقرانه لفتت أنظار المارة من المعتصمين، فهى الجلسات الوحيدة التى آثر أفرادها لعب «الكوتشينة»، و«أدوار الطاولة» على جانب الطريق. يرى إيهاب أن الاعتصام ضرورة، لكن أغلب الاعتصامات التى شارك فيها باءت بفشل لأنها لم تستمر طويلاً لذلك حاول الشاب الثلاثينى هو وأصدقاؤه أن يجدوا طريقة يؤكدون من خلالها للإعلام أنهم مستمرون فى اعتصامهم دون الالتفات إلى أى ضغوط من خارج الاعتصام، وقال «أنا وباقى أصدقائى نسكن فى مكان قريب، ولذلك جئنا ومعنا أوراق لعب كوتشينة، وطاولة، عايزين نؤكد للإعلام إننا مش هنمشى قبل ما الجماعة تنحل، وقبل ما كل مطالبنا تتحقق، وقبل ما يستجيبوا لمطالبنا». إحدى زميلات إيهاب، قالت: «الإعلام القذر فى الفترة الأخيرة كان السبب فى فوز الإخوان، لأنه تحول بشكل لافت ومكشوف لدعم جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح يمارس ضغوطاً على كل من يتظاهر ضد الإخوان، ويتجاهلهم فى كثير من الأحيان وبالتالى تنتهى الاعتصامات، بعد أن يفشل المعتصمون فى إدارته، لكن هذه المرة جئنا بألعاب ومأكولات، وخيام للنوم حتى نثبت للإعلام الموجه أننا ضد أخونة الدولة، وأننا لن نتراجع ومستمرون فى الاعتصام حتى حل جماعة الإخوان». انتقدت «ك. ق» على من عدّتهم «رموزاً للثورة» عدم مؤازرتهم لاعتصامات قصر الرئاسة فى كل مرة، وتراهم يمارسون ضغطاً أكبر لعدم التفاتهم إلى الاعتصامات التى تطالب بحل جماعة الإخوان المسلمين، التى يختلفون معها فكرياً لكنهم يقررون الارتماء فى أحضانها لضمان المكاسب، وأضافت: «الغريب أن هؤلاء الرموز الثوريين حاربوا الإخوان فى السابق، فعلى أى أساس يكون هذا هو موقفهم من الجماعة اليوم». يقول إيهاب: «بدأنا اعتصاماً من المفترض أن نطالب من خلاله بحل جماعة الإخوان المسلمين، وكشف كل مصادر تمويلها، الاعتصام له أكثر من مطلب، ولأن كل ما طالبنا به فى السابق لم يتحقق فمطالبنا تزايدت، وأصبحنا لا نحفظ كل المطالب، المتظاهرون فى الاعتصام الحالى يعلنون اعتراضهم على حل المجلس العسكرى، ويطالبون بحل مقابل لجماعة الإخوان، وحل الحكومة وإعادة تشكيلها هى واللجنة التأسيسية لوضع الدستور».