غاب عن الاعتصام الذى بدأه المتظاهرون، أمس، أمام إحدى بوابات قصر الاتحادية فى حى مصر الجديدة، وسط تحصينات أمنية شرطية، وجود مطالب واضحة يتفق عليها كل المعتصمين، ربما اتفق هؤلاء حول ضرورة توحيد الصف ضد جماعة «الإخوان المسلمين» لحلها نظراً لما تقوم به الجماعة، بحسب المعتصمين، من محاولات «أخونة» الدولة، وطمس هويتها. لم تكن جماعة الإخوان المسلمين ضلعاً أصيلاً فى المشكلات الأهم التى دفعت بهؤلاء إلى قصر الرئاسة بمدينة نصر، فسمير إبراهيم منسى (52 سنة)، محاسب بجامعة بنها، دفعه إلى الحضور أن رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى عندما تولى منصب الرئيس قرر رفع رواتب أعضاء هيئة التدريس، وبذلك تضاعف راتب عضو هيئة التدريس عما كان عليه قبل تولى الرئيس الحالى. يقول منسى «أطالب برفع رواتب العاملين فى قطاع التدريس بالكامل، لأن عضو هيئة التدريس مش بيشتغل لوحده، لا بد يكون هناك موظفون للحسابات، وعاملون فى الجامعات، الموظف والعامل فى الجامعة المصرية لا يتقاضى غير 1500 جنيه على الأكثر، وهو شريك فى العملية التعليمية، وتقريب الرواتب بينه وبين عضو هيئة التدريس أمر ضرورى للغاية». مطلب زيادة رواتب العاملين فى الجامعات المصرية نال القسط الأكبر من كلام سمير، الذى أوضح عزمه تنظيم اعتصام سلمى فى كل الجامعات المصرية للعاملين فى مجال العمل الجامعى، بعيداً عن هيئة التدريس، فى مطلع العام الدراسى المقبل. ولم يغفل سمير كذلك مطالبه الأخرى، فى إزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن السلطة، وإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية الواضعة للدستور بعد حلها بقرار قضائى، لكن مظلمته الفئوية كانت الأكثر طغياناً عليه. أما أم رحمة، فلاحة كوم حمادة، فقد حضرت بزيها الريفى إلى حى مصر الجديدة، للمطالبة بوقف «محاولات جماعة الإخوان المسلمين علشان يمسكوا البلد»، حسب تعبيرها، وقالت إن هذه المحاولات لا يجب أن تتم فى وقت كالذى نعيشه، «مش لاقيين فيه الكيماوى ولا التقاوى، وكل همّ الإخوان إنهم يمسكوها». وتضيف أم رحمة «الطماطم بقينا بنرميها فى الشارع لأننا مش عارفين نصرّفها ونبيعها، والبطاطس نفس الحال، والبلد حالها واقف، لا ميّه ولا كهربا ولا أى شىء، ولولا إن الفلاح صبور كان الفلاحين نزلوا فى مظاهرات ليطالبوا بتغيير الأحوال». ماهر محمد، ميكانيكى موتوسيكلات، من مركز بدر بمحافظة البحيرة، جاء بدوره مطالباً بثورة حقيقية، مثلما حدث فى يوليو عام 1952، «ثورة يكون فيها الجيش والشعب إيد واحدة مش ثورة يستحوذ عليها الإخوان، أنا جاى النهاردة من البحيرة علشان مش عايز الرئيس محمد مرسى، لأنه لا ينتبه إلا للإخوان فقط»، وتساءل ماهر: أين الرئيس وقتما قتل أشرف جنود مصر على الحدود فى رمضان؟ وأضاف «لم نشعر بأى فرح فى العيد ولكن خيّم الحزن على قلوبنا».