وافقت إيران، اليوم، على تقديم توضيحات حول برنامج صواعق يمكن تجهيزه على قنابل بهدف تبديد قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول بعد عسكري محتمل لبرنامجها النووي. وقضية الصواعق هي واحد من "الإجراءات العملية السبعة" التي التزمت إيران، اليوم، تنفيذها قبل منتصف مايو؛ لإظهار مزيد من الشفافية حول برنامجها النووي، وذلك أثر مفاوضات مع الوكالة الذرية استمرت يومين في طهران.وأكدت إيران على الدوام أن برنامجها النووي سلمي بحت. وهذا التقدم في المفاوضات مع الوكالة الذرية قد يؤثر في المفاوضات الموازية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى سعيا إلى بلوغ اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني والتي تستأنف في 18 الجاري في فيينا. وفي نهاية نوفمبر، أثمرت المفاوضات في جنيف مع كل من الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، اتفاقا مرحليا علقت بموجبه طهران لستة أشهر تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وجمدت أنشطتها النووية الأخرى مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية المفروضة عليها. والتعاون بين إيران والوكالة الذرية يرتدي أهمية كبرى في هذه المفاوضات كون الوكالة مكلفة الإشراف على تطبيق اتفاق جنيف. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، في بيان "التوصل مع إيران إلى اتفاق على سبعة إجراءات عملية ينبغي تنفيذها بحلول الخامس عشر من مايو، موضحة أن طهران طبقت الإجراءات العملية الأولية، التي نصت عليها خارطة طريق وضعت في 11 نوفمبر. وقال المدير العام للوكالة الذرية، يوكيا أمانو، في يناير لوكالة أنباء "فرانس برس": إنه حان الوقت لبحث مسألة التحقق مما إذا كانت طهران سعت إلى حيازة القنبلة الذرية قبل أو بعد 2003، مضيفا "نأمل بالتأكيد أن تشمل المراحل المقبلة المسائل المرتبطة بالبعد العسكري المحتمل. لكن الاتفاق الجديد لا يشمل زيارة لقاعدة "بارشين" العسكرية قرب طهران والتي يشتبه بانها شهدت تجارب على انفجارات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي. وتطالب الوكالة بهذه الزيارة منذ 2012. وفي تقرير أصدرته في نوفمبر 2011، أكدت الوكالة أن تطوير هذه الصواعق هو موضع قلق؛ بسبب إمكانية تطبيقه في نظام تفجير نووي. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية، اليوم، عن عضو في الفريق النووي الإيراني، تأكيده أن طهران ستقدم مزيدا من المعلومات التي تضاف إلى ما سبق أن سلمته للوكالة عن تطبيقات الصواعق وحاجاتها. من جانبه، قال مارك هيبس، من مركز كارنيجي للسلام الدولي: "تم إحراز تقدم في التحقيق حول بعد عسكري محتمل حتى العام 2008 حين أوقفت إيران تعاونها ورفضت حتى نوفمبر 2013 تقديم المعلومات التي طلبتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، لافتا إلى أن اتفاق نوفمبر، كان محاولة للانطلاق مجددا من نقطة الصفر. وعلى إيران أن تقدم كذلك معلومات محدثة، عن بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك.وزار مفتشو الوكالة في الثامن من ديسمبر مصنع إنتاج المياه الثقيلة في أراك الواقع قرب المفاعل وهو أحد أسباب تعثر المفاوضات بين إيران والدول الكبرى. وهذا الموقع قد يكون يوفر نظريا لإيران البلوتونيوم الذي يمكن أن يشكل بالنسبة إلى طهران بديلا من تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية. وكانت الأنشطة النووية الإيرانية في صلب القلق الدولي في السنوات ال 10 الماضية وتخشى الدول الغربية وإسرائيل من إخفائها شقا عسكريا رغم نفي طهران المتكرر. وتأخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سنوات على إيران انعدام التعاون الذي يثير الشك برأيها حيال أهداف برنامجها النووي. وفي هذا السياق، تأسف الوكالة باستمرار لاستحالة قيام مفتشيها بزيارة قاعدة برشين العسكرية.