فجر المناضل حمدين صباحى قنبلة فى الشارع السياسى حينما أعلن نيته الشخصية فى الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية أثارت الكثير من الجدل، فى ظل ترقب الكثيرين لقرار المشير عبدالفتاح السيسى لإعلانه الترشح رسمياً، وميل معظمهم إلى عدم تفتيت حلف 30 يونيو. لقد عاش «صباحى» مأزقاً كبيراً خلال الأيام الماضية وسط تحديات لم يعشها خلال الانتخابات الماضية.. وأعتقد أنه بذكاء سياسى قرر إعلان ترشحه وترك القرار النهائى للتيار الشعبى.. وهو بالطبع سيحل له أزمة كبيرة لأنه إذا قرر التيار عدم ترشح «صباحى»، فإن الأخير يكون بذلك لم يخذل قطاعا من الشباب الثورى راهنوا عليه خلال المرحلة الماضية، لكن هناك بعض العوامل التى يجب النظر إليها عند تقييم قرار صباحى مثل: - أوكل المرشح السابق والمحتمل الأمر للتيار الشعبى ولم يطرح على جبهة الإنقاذ لعلمه أن معظم أحزاب الجبهة لن يؤيده وأبرزها الوفد، المصرى الديمقراطى، المصريين الأحرار، المؤتمر، التجمع، وغيرها. - يفتقد حمدين فى الانتخابات المقبلة دعم عدد من رجال الأعمال الذين ساندوه المرة السابقة بل والأسوأ بالنسبة له هو ابتعاد عدد من أبرز أنصاره القريبين مثل عبدالحكيم عبدالناصر وعلاء عبدالمنعم وخالد يوسف، وغيرهم الذين أعلنوا مساندة «السيسى» خاصة أن الأخير يراهن عليه الكثيرون فى تكرار تجربة الزعيم جمال عبدالناصر فى مجالات عدة. - سيواجه صباحى معضلة كبيرة إذا قررت بعض القوى الشبابية القريبة من الإخوان مساندته، ورغم إعلانه الموفق بأنه لن يتعاون مع كل من يعتبر 25 يناير مؤامرة و30 يونيو انقلاباً، فهل سيستمر فى التمسك بهذا المبدأ، أم أن الصفقات الانتخابية ستفسده؟ - فشل المرشح السابق فى تقديم نفسه كرجل دولة خلال الفترة الماضية، فبعد خسارته خرج إلى ميدان التحرير فى مشهد هزلى، وحتى الآن لم يضبطه أحد يشارك فى جنازة ضابط أو جندى للجيش أو الشرطة ممن استشهدوا أثناء دفاعهم عن الدولة المصرية، حتى الشهداء من الأهالى ممن سقطوا فى ثورة 30 يونيو وبعدها من جراء الإرهاب الإخوانى لم يشارك «صباحى» فى جنازاتهم أو حتى تقديم واجب العزاء باستثناء حالة وحيدة لأمين شرطة أو مجند من أهالى موطنه الانتخابى «بلطيم»، وحرص «حمدين» على مشاطرة أهله تليفونياً، وهو سلوك عضو مجلس شعب وليس رجل دولة مرشحاً لرئاسة الجمهورية. - يراهن صباحى وأنصاره -وهذا حقهم بالطبع- على تكرار سيناريو الانتخابات الماضية التى بدأوها ومرشحهم بعيد جد عن المنافسة ثم وصل إلى المركز الثالث خلال الأسبوعين الأخيرين فقط. - يستحق حمدين لقب «المرشح المثالى» فى الانتخابات الماضية؛ حيث يكاد يكون الوحيد الذى لم يسب أو يتلسن على أحد، رغم ما ناله من بعضهم بمن فيهم زميله والثورى عبدالمنعم أبوالفتوح. - من حق «صباحى» أن يحلم بمقعد رئاسة الجمهورية وأن يسعى لتحقيقه بإعلانه الترشح، وليس من حق أحد تشويهه رغم أن معظم الرافضين لهذا القرار دافعهم الأول الحرص على تحالف 30 يونيو، ولكن من حقه التمسك بالتعبير عن تيار شبابى ثورى حتى لو كان ضعيفاً، ويجب أن يحترم الجميع رغبته فى عدم منح «السيسى» أو غيره شيكاً على بياض. - لقد أثار قرار صباحى ارتياحاً لدى البعض، حتى ممن يختلف معه على أساس أنه سيضفى مناخاً ديمقراطياً على العملية الانتخابية.. وما زال البعض يراهن على احتمالية تراجع «صباحى» إذا وجد خطورة على تحالف 30 يونيو بعيداً عما يردده البعض من اتهامات تتعلق ببحثه عن منصب فى النظام الجديد، خاصة أن الرجل رفض من قبل منصب نائب رئيس الجمهورية من الفريق شفيق ود. محمد مرسى. قد يعتبر «صباحى» والتيار الشعبى الانتخابات الرئاسية حتى لو خسروا، فرصة لفرض تيارهم كلاعب رئيسى فى النظام السياسى الجديد يمثل المعارضة القوية، خاصة أن مصر بحاجة إلى تنظيمين كبيرين الأول يمثل ظهيراً سياسياً حاكماً وآخر معارض قوى، لأن الإخوان انتهوا سياسياً ولا أعتقد أن الشعب سيسمح بوجودهم سواء فى الحكم أو المعارضة. - أخيراً اعتاد بعض الصحفيين الدفع بمرشح منافس للكاتب إبراهيم نافع على موقع نقيب الصحفيين أملاً فى زيادة البدل الذى يأتى به مرشح الحكومة.. وتكرر هذا السيناريو كثيراً ويعلمه «صباحى» جيداً بحكم تاريخه النقابى الكبير.. ويبدو أن البعض يتعامل مع ترشحه بنفس المنطق فيدفعه بحثاً عن «ديكور ديمقراطى»، أو عن معركة لاستنزاف «السيسى»، أو حتى لا يشعر المشير بأنه نجح بالتزكية وهى «طعم» لا أعتقد أن المخضرم «صباحى» سيبلعه.. وأولى به «خالد على»!!