القرار السياسي الحازم أولا لجدية التعامل مع مشروع المحطة النووية ... فمنذ اكثر من 50 سنة والحكومة المصرية تتعامل مع مشروع المحطة النووية بنوع من المنظرة ... فعندما تعلن عن المشروع سنة 1964 وسنة 1974 وسنة 1983 تعلنها علي استحياء وفي تفكيرها "ماذا سيفعل الصهاينة ؟ وعندما يقوم اللوبي الصهيوني بالضغط تتراجع وكأنه لم يحدث شيئا ثم وضعت في حساباتها أن "أحلام الصهاينة أوامر" حتي تتلافي مشاكل تؤدي الي عدم احتفاظها بكرسي الحكم وأصبحت الحكومة تلفظ مشروع المحطة النووية وتبعده بعيدا عن خطط الدولة وأصبح هذا المشروع لقيط ليس له أب ولا أم ولا عائلة ترعاه ومن هنا جاءت هجرة العلماء والباحثين والمتخصصين عن هذا المشروع. ونحن نقول ان جدية الحكومة في التعامل مع هذا المشروع كما فعل عبد الناصر في مشروع السد العالي سيؤدي الي تواجد مصداقية ومن هنا نستطيع أن نقول ان هيئة المحطات النووية والهيئات النووية الأخري والجهات الحكومية ذات الصلة بالمشروع ستقوم بأداء دورها في تنفيذ الخطط الرامية الي انجاحه فهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ستقوم بأداء دورها المحورى فى المشروع وعلاج الخلخل الشديد في تنظيم القوي البشرية المطلوبة لتكوين فرق العمل لتنفيذ المشروع خلال مراحله المختلفة (طرح المناقصة أو الشراء بالأمر المباشر -تحليل العروض والتفاوض والترسية - الإشراف على أعمال الإنشاءات والتصنيع -واختبارات بدء التشغيل والتسلم -والتشغيل والصيانة ) وهذه المراحل تتطلب تجميع الكفاءات من مختلف التخصصات وثم تأتي مراحل التدريب والتأهيل. وكل هذا يتطلب من الجهات ذات الصلة ومنها وزارة المالية وجهاز التنظيم والإدارة إعداد الترتيبات الملائمة ماليا وتنظيميا من خلال إعادة الهيكلة لاستدعاء وتكوين القوي البشرية وتدريبها وتجهيزها وتتم خلال هذه الفترة وبالتوازي أعمال إعادة تأهيل موقع الضبعة وتفعيل الخطة الشاملة لتجيش قطاعات الدولة ذات الصلة بالمشروع وتحديد أدوارها المختلفة بشكل متجانس ومتناغم ومتكامل ونحن نحذر من طرح مناقصة عالمية لتنفيذ المحطة النووية والكل يعلم انه لا توجد دولة في العالم نفذت محطة نووية عن طريق المناقصة. فالكل نفذ المحطة النووية عن طريق الاتفاق بالامر المباشر ولمصلحة مصر ولمصلحة الأمن القومي المصري فلابد من تنفيذ المحطة النووية المصرية عن طريق الأمر المباشر ولابد من أن يكون الأمر المباشر مع دول لا تتغير علاقتها معنا بتغير علاقتنا مع إسرائيل وهذا أمر وارد فعلاقتنا مع إسرائيل سوف تتغير في يوم ما نتيجة عربدتها في المنطقة ونتيجة المجازر التي تقوم بها ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين ولنا ان ننظر الي ما حدث مع إيران. فقد كانت ألمانيا تقوم بتنفيذ مفاعل بوشهر وعندما قامت الثورة الإيرانية الاسلامية تخلت ألمانيا عن المشروع وقامت روسيا باستكمال تنفيذ المشروع وبتحريض من إسرائيل قامت الدول الغربية وأمريكا بالضغط علي روسيا لوقف تنفيذ مفاعل بوشهر ولكن روسيا رفضت نحن كفنيين متخصصين نعلم أن المفاعلات النووية الروسية أو الصينية أو الأمريكية ... أو ... أو ... أو .. والتي تتوافق مع المواصفات المصرية كلها مقبولة لنا ونتمنى أن تنفذ في مصر والأسعار معروفة يبقي المشكلة في اختيار البلد وطبعا نفضل روسيا أو الصين لأن علاقتهم معنا لن تتغير بتغير علاقتنا مع إسرائيل ولو كان حسني مبارك جاد في كلامه كان لجأ الي تنفيذ المشروع النووي المصري بالأمر المباشر كما حدث في السد العالي وكان شكل وزارة للطاقة النووية كما حدث في السد العالي حينما شكل عبد الناصر وزارة السد العالي. وأحب أن يعلم الجميع أن مشروع نقل التكنولوجيا النووية ومشروع نقل تكنولوجيا أبحاث الفضاء وتوطنهم في مصر هم أمن قومي مصري فكيف تمتلك دول العالم هذه التكنولوجيات ومصر لا تمتلكها ؟ فدور مصر علي المستوي العربي والإسلامي معروف فهي الحامي والحارس فكيف لا نتسلح وكيف لا نعد ما نستطيع من قوة ؟ هناك حقائق لابد وان نطرحها وهي أن التكنولوجيا النووية وتكنولوجيا أبحاث الفضاء خيار استراتيجي لمصر وأن المشروع النووي المصري "واجب وطني مقدس" ولابد وأن يتكاتف جميع المصريين من أجله ، والمحطات النووية بالنسبة لمصر ليس الغرض منها توليد الكهرباء أو تحلية مياه البحر فقط ولكن الأهم هو نقل التكنولوجيا النووية وتوطينها في مصر ، والتكنولوجيا النووية سوف تؤدي إلي طفرة عملاقة في نهضة مصر الصناعية والزراعية والاقتصادية .. و .. و.. الخ وستصبح مصر دولة قوية وستتغير نظرة العالم عن مصر ، لأننا سنصبح أقوياء فقانون الغاب الذي يحكم العالم هو " القوي يأكل الضعيف " ونود أن نوضح أيضا ونقول أن أي تكنولوجيا لها أضرارها ولها منافعها ، والدول النووية تعلم ذلك وتعلم أضرار المحطات النووية ، ولكن العقل البشري يستطيع أن يسيطر ويروض هذه الطاقة المدمرة للاستفادة منها ، ولكنه يعجز في مواجهتها إذا حدثت كوارث طبيعية مدمرة وكانت خارجة عن حساباته فالشهيد البطل البطوطي قائد طائرة مصر للطيران كان مشهود له بالكفاءة ولكن عندما أصاب صاروخ طائرته عمل بقدر استطاعته ولم يوفق وكانت كارثة .. حادث العبارة المصرية كانت كارثة .. الخ .. والمهم والأهم :: هو ان نتعلم من حادثة اليابان فبعد أي حادثة نووية يتم دراسة وتحليل الحادثة ويتم استخلاص الدروس المستفادة منها وتكون النتيجة إدخال تعديلات علي نظم الأمان للمحطات النووية وقد تم الاحتياط لهذا الأمر وتم الأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من حادثة فوكوشيما النووية اليابانية في الحسبان وإدخال التعديلات اللازمة علي مواصفات منظومة الأمان للمحطة النووية المراد تنفيذها في موقع الضبعة لان فلسفة الأمان النووي علي مستوي العالم ستتغير بعد هذه الحادثة . *نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق