يقود دراجته البخارية أو مترجّلاً على قدميه في طريقه إلى بيته بعد أن أدى دوره في حماية الوطن، وفجأة يباغته "المجرمون" برصاصة قاتلة تودي بحياته لترتفع روحه إلى بارئها شهيدًا، لم يقتصر استهداف رجال الشرطة في مصر خلال الآونة الأخيرة على المدن الحدودية في شمال سيناء فقط، بل امتدت الجريمة الجبانة إلى العاصمة وإلى مدن الدلتا، وخاصة محافظة الشرقية التي شهدت 6 حوادث قتل منظمة على مدار اليومين الماضيين استهدفت أمناء وخفراء شرطة. هذه طلقات نارية تلقاها أحد أمناء الشرطة ويُدعى إسماعيل عبد الحميد (31 عامًا) على يد "مجهولين" أثناء عودته من العمل أسفل كوبري بردين بدائرة مركز الزقازيق، وتم نقله إلى مستشفى الأحرار في حالة خطرة ولفظ أنفاسه الأخيرة أمس الأربعاء، كما شهدت قرية كفر أبوحطب التابعة لمركز ههيا اغتيال أمين شرطة آخر، واستمر استهداف أمناء الشرطة، من بينهم أمينيّ شرطة بمركزي ههيا وأبوكبير، وكذلك تم قتل خفير نظامي من قسم القنايات، وأخيرًا أمين شرطة بمركز كفرصقر، ومعظم الإصابات في الرأس، ولم تفلح الأجهزة الأمنية بالشرقية حتى الآن في التوصل إلى هؤلاء المجرمين. "هذا يأتي في إطار الهجمات الإرهابية لتنظيم الإخوان، وتهديداتهم صراحة باستهداف رجال الشرطة في أكثر من بيان بهدف ترويع جهاز الأمن وإفقاد أفراده الثقة في أنفسهم، وتوليد إحساس لدى رجال الشرطة بأنهم في بؤرة الاستهداف"، هكذا قال العقيد خالد عكاشة، الخبير الأمني، في تصريحات ل"الوطن"، محللاً الظاهرة الإجرامية التي تشهدها محافظة الشرقية والتي تعاني منها البلاد عمومًا هذه الأيام. ويتابع عكاشة قائلاً: "الأمر لم يقتصر على الشرقية فهو بجميع المحافظات، ولكن معلوم أن محافظة الشرقية ومحافظات القناة تضم مجموعات كبيرة من الخلايا النائمة التابعة للجماعات المسلحة، فمثلث (الشرقية والدقهلية والإسماعيلية) شهد العديد من الأحداث الإرهابية والاغتيالات بسبب العناصر التي تم تهريبها قبل 30 يونيو لمواجهة ما بعد هذا اليوم من تداعيات". "هذه الخلايا موجودة في منازل الإخوان ومزارعهم وهناك مخازن سلاح، وتم عمل العديد من الضبطيات هناك في ذلك (المثلث)، حيث إنه مترامي الأطراف ومتسع وكثير السكان"، بهذه الكلمات يضيف الخبير الأمني مفسرًا سبب انتشار الإرهاب في تلك المناطق تحديدًا. وتعليقًا على استهداف المجرمين للرتب الصغيرة- مثل أمين الشرطة والخفير- أوضح عكاشة أن "يد الإرهاب لم تقتصر على أمناء الشرطة بل وصلت إلى استهداف وزير الداخلية نفسه وكبار ضباط الشرطة، ولأن أمين الشرطة يتحرك في الشارع فتجد تلك العناصر سهولة في استهدافه". "الدولة غير جادة في التعامل مع هذه الجرائم، خاصة أنها جرائم إرهابية وليست جنائية وتتطلب عقوبات رادعة، رغم أن رئيس الجمهورية طالب محكمة الاستئناف بتخصيص دوائر جنائية لمحاكمة المتهمين بالإرهاب"، هكذا انتقد الخبير الأمني تراخي الدولة في التعامل مع الإرهاب.
