سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعلاميون: «السياسة» الكويتية أحرجت «السيسى».. والصحافة العربية تحول «الدردشة» مع المسئولين إلى «حوارات رسمية» «السناوى»: الجريدة لم تستأذن فى النشر.. «العالم»: نعانى من الاجتهادات الصحفية
اعتبر خبراء وإعلاميون نشر جريدة «السياسة» الكويتية لإعلان ترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة، ضمن حواره مع رئيس تحرير الجريدة «أحمد الجارالله»، لم يأتِ بمعلومة جديدة، وأن الحرج الذى سببته الجريدة للمشير ناتج عن إعلان الترشح فى وسيلة إعلام غير مصرية، ما دفع المتحدث العسكرى لوصف التصريحات بأنها اجتهادات صحفية غير دقيقة. وقال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى إن ما نشرته جريدة «السياسة» الكويتية فيما يتعلق بإعلان المشير عبدالفتاح السيسى ترشحه للرئاسة، خلال حواره مع الجريدة، سبب الحرج للمشير، لأن المواءمات السياسية تتطلب أن يكون مثل هذا الإعلان فى حوار صريح ومباشر للشعب من خلال وسائل الإعلام المصرية، وهو ما دفع المتحدث العسكرى لوصف العبارات الواردة بالحوار بأنها «غير دقيقة»، متوقعاً أيضاً أن تكون الصحفية الكويتية نشرت نص الحوار قبل الاستئذان فى ذلك. وأشار «السناوى» إلى أن الصحيفة لم تأتِ بجديد فيما يخص حسم «السيسى» لأمر ترشحه للرئاسة، وما هو إلا مجرد تأكيد لما تناوبت وسائل الإعلام المصرية المختلفة على نشره خلال الفترة الماضية من تسريبات وتأكيدات من مصادر مقربة من المشير بحسم أمر ترشحه، لكن صياغة الجريدة للتصريحات بشكل غير دقيق هو ما تسبب فى حالة الارتباك، لأن إعلان الترشح للرئاسة لا بد أن يكون فى خطاب مباشر للشعب عبر وسائل الإعلام المحلية. فيما اتفق الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مع بيان المتحدث العسكرى، فى وصف التصريحات المنسوبة للمشير عبدالفتاح السيسى بأنها «اجتهادات صحفية» من جريدة «السياسة» الكويتية لمضمون حوار المشير مع رئيس تحرير الجريدة، أحمد الجارالله، معلقاً بأن «خبطتين فى الراس توجع»، فى إشارة إلى حوار الرئيس المخلوع «حسنى مبارك» مع الكاتبة الكويتية «فجر السعيد»، التى نشرت تفاصيله أمس، مؤكداً أن هناك مشكلة عامة فى الصحافة العربية والمصرية تتمثل فى «الدردشة» بين كبار الصحفيين والمسئولين، التى تتحول إلى حوارات تملأ صفحات الجرائد. وطالب جميع وسائل الإعلام بتطبيق المهنية والحرفية، وعدم نقل تصريحات يمكنها إثارة الجدل دون أن تكون فى إطار حوار، مستنكراً نشر حوار مع المشير السيسى فى جريدة كويتية وليست مصرية، وعلق: «لو السيسى يخاطب الشعب المصرى يجب عليه الإدلاء بمثل هذه التصريحات للإعلام الوطنى أو المصرى». «حوار غير موفق.. لو كان حمدين صباحى مثلاً أعلن ترشحه للرئاسة فى صحيفة عربية ستُثار حوله علامات الاستفهام»، كلمات فسّر بها الدكتور أحمد عبدربه، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، تصريحات «السيسى»، مشيراً إلى أن عميد الصحافة العربية «أحمد الجارالله» الذى أجرى الحوار كان وثيق الصلة ب«مبارك»، حيث نفى الرئيس الأسبق له وجود نية لتوريث الحكم، فى تصريحات سابقة. من جهته، شكك الخبير الإعلامى هشام قاسم فى أن يقع «السيسى» فى خطأ إعلان ترشحه للرئاسة عبر وسيلة إعلام غير مصرية، خصوصاً أن الدكتور محمد البرادعى سبق أن وقع فى هذا الخطأ وأعلن فى 2011 نيته الترشح للرئاسة من النمسا، حيث ثارت وسائل الإعلام عليه حينها، وقالت إنه مرشح الشعب النمساوى. وأضاف: أحمد الجارالله رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية نشر من قبل حواراً مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع السعودى، وهو ما عرف إعلامياً بالحوار «المفبرك»، مشيراً إلى أن «الجارالله» نشر حديثاً جانبياً ل«السيسى» معه ولم يكن للنشر، فهذا خطأ مهنى جسيم لا يقع فيه صحفى مبتدئ وليس رجلاً له تاريخه مثل «الجارالله». وأوضح أن صيغة نفى المتحدث العسكرى لمضمون التصريحات جاءت مخففة حتى لا يشكل ذلك تأثيراً على وسائل الإعلام الكويتية أو يؤدى لتدهور العلاقات مع دولة شقيقة تجمعنا بها علاقات قوية، لذا فضلت المؤسسة العسكرية أن يكون التصريح متضمناً أنه تفسير خاطئ لما قالة المشير السيسى