في الساعات الأخيرة من مساء الخميس الماضي، أعطى القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، أوامر لقوات الجيش بدخول العاصمة. وقال حفتر، في كلمة مسجلة، إن الأمر بدخول العاصمة "استجابة لأهالي طرابلس"، متابعًا: "اليوم نزلزل الأرض من تحت أقدام الظالمين، اليوم يشرف النور من كل جانب بعد طول انتظار يبشر بالخير والازدهار، اليوم يرتفع صوتنا يدوي صداه في كل سماء.. لبيك طرابلس لبيك". وأضاف: "أيها الأبطال لقد دقت الساعة، وآن الآوان وحان موعدنا مع الفتح المبين، فتقدموا بخطى واثقة بالله، وادخلوها بسلام على من أراد السلام، مناصرين للحق غير غازين، لا ترفعوا السلاح إلا في وجه من ظلم نفسه منهم وآثر المواجهة والقتال، ولا تطلقوا النار إلا لمن حمل السلاح منهم، ليطلق النار ويسفك الدماء". من ناحيته، أكد المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أن عملية طرابلس العسكرية تستهدف الإرهابيين، مشيرًا إلى أنها منفصلة عن العملية السياسية التي تجرى برعاية الأممالمتحدة، مضيفا: "في ديسمبر 2018 خرج أهالي طرابلس يطالبون بجيش، وقال لهم القائد المشير خليفة حفتر، إن صوتهم مسموع، واليوم نؤكد أننا ما زلنا نسمع هذا الصوت وما زال فاعلا، وما زال يحرك فينا الواجب الوطني المقدس، لتطهيركم وتأمينكم من العصابات الإجرامية والإرهابية، والمليشيات التي استولت على الأركان الرئيسية في العاصمة". وأوضح أن الجيش الوطني الليبي منح الميليشيات في طرابلس 3 خيارات لتكون آمنة، هي "رفع الراية البيضاء لقادة الميليشيات، وتسليم المسلحين لأسلحتهم، وأن يلتزم المتهمون بالانتماء إلى الميليشيات أو الدواعش، أو المتعاطفين معها، بيوتهم"، مشيرا إلى أن الخيار الرابع في حال لم يلتزموا بهذه الحلول، هو "البندقية". ومنذ ذلك الحين، حققت قوات الجيش الليبي نجاحات متعددة بطرابلس، عقب ساعات أصبح على بعد 30 كيلومترا من العاصمة طرابلس، ثم تمكنت وحدات عسكرية من الدخول إلى العاصمة من جميع المحاور، مساء الجمعة. وقال المكتب الإعلامي للجيش الوطني الليبي إن "معارك عنيفة تدور في ضواحي طرابلس مع الميليشيات المسلحة"، مضيفا أن وحدات عسكرية سيطرت على قرية "سوق الخميس" التي تبعد نحو، 40 كيلومترا جنوبي طرابلس. وعقب ساعات قليلة، أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أنه جرى السيطرة على مطار طرابلس الدولي بالكامل وعدد من المناطق الاستراتيجية داخل المدينة، في إطار عملية تحرير العاصمة الليبية "طوفان الكرامة"، مشيرا إلى أن القوت قطعت ما يزيد على ألف كيلومتر في طريقها إلى طرابلس ولا تزال متقدمة. واستمرارا لنجاحات قوات الجيش الوطني الليبي، تمكنت من بسط سيطرتها على منطقة العزيزية بالكامل ومقر اللواء الرابع في العاصمة طرابلس. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، سيطرت القوات على عدد من المناطق غربي وجنوبي العاصمة طرابلس، من بينها الزهراء والساعدية وعين زارة، بينما تواصل القوات عمليتها العسكرية لتحرير المدينة من الميليشيات. كما أعلن غربي البلاد منطقة عسكرية يحظر الطيران فيها، فيما تواصل قواته عملية عسكرية واسعة تهدف إلى تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات، مؤكدا أنه سيجرى استهداف أي طائرة حربية معادية، كما سيجرى قصف المطار التي أقلعت منه الطائرة.
