كل يوم تعطى الإمارات العربية المتحدة درساً فى الدبلوماسية والدفاع عن كرامة شعبها لوزير الخارجية المصرى نبيل فهمى الذى يكبر وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد فى السن بكثير «كما يحب أن يفتخر فهمى». لقد انتفضت الإمارات ضد تخاريف القرضاوى عندما تجرأ لأول مرة عليهم من على منبر أحد مساجد الدوحة، وأذاعها تليفزيون الدولة الرسمى، بينما يتطاول القرضاوى على مصر كل أسبوع وأحياناً يومياً، بالإضافة إلى إيواء قطر لمجموعة من الإرهابيين مثل عاصم عبدالماجد وطارق الزمر ومحمود حسين وغيرهم مثل وليد شرابى، فأصبحت ملجأ ومأوى للخارجين عن القانون، بينما الخارجية المصرية تبرر صمتها وتأخرها وضعفها بأن قطر دولة صغيرة. والحقيقة الساطعة أن الخارجية المصرية ضعيفة أو شاخت أمام دبلوماسيات أخرى أحدث وأكثر قوة وكفاءة. الإمارات أجبرت قطر على إصدار اعتذار رسمى عن إساءات القرضاوى، لكن هذا الإجراء لم يشف غليل شعب الإمارات فاتخذت خارجيته أمس قراراً باستدعاء السفير القطرى لديهم لتسليمه مذكرة احتجاج على تطاول «المدعو» يوسف القرضاوى على دولتهم، وأعرب د. أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية بالإمارات، عن بالغ استياء حكومة وشعب الإمارات مما تلفظ به «المدعو» بحق الإمارات. وأضاف قرقاش: لقد سعينا طيلة الأيام الماضية إلى احتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة رفيعة المستوى بين البلدين، ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمى لم يشر إلى موقف حاسم يرفض ما جاء فى خطاب القرضاوى ويقدم الضمانات بعدم وقوع مثل هذا الأمر مجدداً.. كما قال قرقاش ما هو أهم من ذلك: «إننا لا نقبل وتحت أى مسوغات التطاول على كرامة دولة الإمارات وقيادتها وشعبها أو الإساءة إلى نهجها وقيمها الأصيلة». ليس هذا هو الدرس الأول من الإمارات، بل سبقته دروس أخرى خاصة بتطاول تركيا على مصر، بالإضافة إلى موقفهم الأشهر حينما سحبوا سفيرهم من تونس بسبب تطاول رئيسهم المرزوقى على مصر فى الأممالمتحدة، بينما كان وزير الخارجية نبيل فهمى فى الجلسة ولم يعلق أو يرد حتى فى كلمته ثم قررت مصر سحب سفيرها بعد موقف الإمارات. للأسف قطر تسعى لإسقاط الدولة المصرية وتهين شعبها يومياً من خلال مواقفها الرسمية وجزيرتها الحقيرة وتمويلها للإرهابيين، بينما الحكومة المصرية برئيسها ووزير خارجيها ومتحدثها أعجز عن الرد على هذه المخططات، فكم هاجم القرضاوى مصر وشعبها وجيشها، وكم تطاول «زبائن الجزيرة» على مدى أكثر من 6 أشهر، ولم يصدر من الحكومة إلا قرار متأخر باستدعاء السفير والاحتجاج على بيان رسمى صدر من الحكومة القطرية، بينما الإمارات تنتفض لمجرد كلام يمكن تبريره بأنه لا يمثل الدولة القطرية.. والأزمة كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن «القرضاوى» أجير النظام القطرى يوجهه كيفما يشاء ويخرسه وقتما يريد. لا أعرف على أى أساس يتم تجديد الثقة فى حكومة «المرتعشين» بقيادة كبيرهم د. حازم الببلاوى، وكيف سيستمر وزير خارجيته نبيل فهمى فى ظل هذا الضعف الدبلوماسى فى الرد على تجاوزات التنظيم الدولى للإخوان وفشله حتى فى إعادة مصر إلى الاتحاد الأفريقى، والجميع يعرف أنه لولا جهود الدبلوماسية الإماراتية والسعودية والأردنية والكويتية فى أوروبا وأمريكا لانهارت صورة مصر. لم تحاول الخارجية استثمار جهود المصريين فى الخارج سواء الجموع أو أصحاب المواقع المرموقة، كما فشلت فى تطبيق أفكار مبتكرة للدفاع عن الثورة أو حتى البحث عن أوراق ضغط لاستعادة مكانتها، كما أن أداءها المتراخى شجع وطمع الحاقدين على استمرار التجاوز، بينما وزير الخارجية يطوف العالم شرقاً وغرباً بصحبة الصحفيين دون فائدة.. وإذا كان الوزير «فاشلاً»، فالحل إما إقالته أو إرساله إلى الإمارات للحصول على بعثة تدريبية فى الدبلوماسية القوية الجديدة!