بوادر أزمة دبلوماسية بين الإماراتوقطر بدت إرهاصاتها اليومين الماضيين بسبب التصريحات غير المسئولة للشيخ يوسف القرضاوى ضد دولة الامارات العربية المتحدة ، حيث قامت الخارجية الإماراتية باستدعاء سفير دولة قطر لديها ، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على تطاول رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، ضد البلاد ، وهو ما يرى فيه الخبراء تصعيداً جديداً قد يؤدى الى مزيد من عزلة دولة قطر عن محيطها العربى والخليجى خاصة فى ظل سياساتها ومواقفها المعادية لمصر واصرارها على دعم جماعة الاخوان الارهابية واستضافة قياداتها الهاربة على أراضيها وعدم اعترافها بإرادة الشعب المصرى وثورة 30 يونيو التى اسقطت نظام الاخوان ، وبالتالى يعد الخلاف مع الامارات ايضا منعطفا جديدا وخطيرا يهدد العلاقات القطرية الخليجية والتى اصبحت هى الاخرى على المحك وهو ما برز جليا خلال قمة مجلس التعاون الخليجى الأخيرة . وقد اعرب وزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتى أنور قرقاش خلال الاستدعاء عن "بالغ استياء حكومة وشعب دولة الإمارات مما تلفظ به المدعو (القرضاوي) بحق الإمارات وعبر التلفزيون الرسمى لدولة جارة وشقيقة". وكان القرضاوى قال فى خطبة الجمعة فى الدوحة يوم 25 يناير الماضى إن "الإمارات تقف ضد أى حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه" وذلك بسبب احتضانها الفريق أحمد شفيق الذى وصفه بأنه أحد رجال نظام مبارك، واتهم الإمارات بمحاربة الحكام المسلمين وقال الوزير الإماراتى "لقد سعينا طيلة الأيام الماضية إلى احتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة الرفيعة المستوى بين البلدين، ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمى لم يشر إلى موقف حاسم يرفض ما جاء فى خطاب القرضاوي، ويقدم الضمانات بعدم وقوع مثل هذا الأمر مجددا". وأضاف أن بلاده وجدت نفسها مجبرة على اتخاذ هذه الخطوة "غير المسبوقة" فى العلاقات الخليجية "فى ظل عدم رفض قطر أن تستخدم منابرها الدينية والإعلامية للإساءة للجار والشقيق". من جانبه استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزيانى الاثنين بشدة الاتهامات التى وجهها القرضاوى لدولة الإمارات، ووصفها بأنها تحريض مرفوض وادعاءات باطلة تثير الفتنة وأعرب الزيانى فى تصريح له عن أسفه من أن "تصدر مثل تلك الاتهامات التحريضية من يوسف القرضاوى تجاه الإمارات العربية المتحدة التى عرفت دائماً بمواقفها المبدئية المشرفة، وجهودها فى دعم القضايا الاسلامية، ونصرة ومساعدة المسلمين فى كل مكان". وأكد الأمين العام لمجلس التعاون حرص دول المجلس، فى ظل الظروف الحرجة التى تحيط بالمنطقة، على رص الصفوف وتعزيز تضامنها وتكاتفها. كان وزير الخارجية القطرى خالد بن محمد العطية قد تبرأ من هجوم القرضاوى على دولة الإمارات، وقال إن القرضاوى لا يمثّل إلا نفسه، وأن العلاقات بين الإماراتوالدوحة وثيقة ولا تتأثر.