هل تتذكرون صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»؟ تلك الصفحة التى ظهر معها نجم وائل غنيم قبل أن يعترف القيادى الإخوانى عصام العريان فيما بعد فى تصريح تليفزيونى أن للإخوان دوراً ويداً فيها.. تلك الصفحة التى شحنت العواطف وروّجت للكثير من الأشياء وخاصة الشباب، وكانت تبث محتوياتها لنحو ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف شخص هم عدد أعضائها المعلنين على الصفحة. اختفت «كلنا خالد سعيد» من يوم 3 يوليو 2013، أى من يوم نجاح ثورة 30 يونيو فى الإطاحة بحكم مرسى والإخوان المسلمين وإزاحتهم وإعادتهم مرة أخرى إلى السجون، منذ 3 يوليو لم تبث الصفحة خبراً؟ لم تكتب رأياً؟ لم توزع صورة؟ لم تعلق؟ لم تحرض؟ اختفت تماماً لتؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أنها لم تكن صفحة ثورية كما كانت تدعى، ولكنها صفحة إخوانية بامتياز، نشطت معهم واختفت معهم أيضاً. إذا دخلت الآن على صفحة كلنا خالد سعيد ستجد آخر تدوينة مكتوبة عليها بتاريخ 3 يوليو، وهى عبارة عن بيان القوات المسلحة الذى ألقاه المشير عبدالفتاح السيسى معلناً تنصيب الرئيس عدلى منصور ومحدداً ملامح خارطة الطريق للانتقال الديمقراطى فى مصر. لتختفى بعد ذلك الصفحة التى كان تأثيرها على قطاع عريض من الشباب يتجاوز تأثير أى حزب سياسى فى مصر، بل إنها بلغت من القوة ذات يوم أنها أصبحت مصدراً للأخبار تنقل عنها الصحف والبرامج التليفزيونية ويقولون «نقلاً عن صفحة كلنا خالد سعيد».. تلك الكذبة التى تضاف إلى ملف طويل من الكذب لم ينته بعد، ولم يُكشف كله بعد. وإحقاقاً للحق، يرجع الفضل فى لفت نظرى إلى هذا الموضوع إلى صديقى الشاعر وائل سنجر، إذ كان فى يوم من المتابعين للصفحة، لذا كان اختفاؤها لافتاً بالنسبة له ونبّهنى إليه. أعوام ثلاثة مرت على تدشين هذه الصفحة.. استُخدمت فى تغييب العقول ولىّ الحقائق وتشويهها.. لم يسلم منها كل من ينتمى إلى فكرة الدولة المصرية.. سواء كان شخصاً أو مؤسسة. إن ملف هذه الصفحة وصفحات أخرى بات من المهم الآن فتحه.. ومعرفة القائمين عليه.. ومحاسبتهم على ما اقترفوه فى حق هذا البلد.. ولا أدعو إلى محاكم تفتيش، ولكن أدعو إلى القانون والنظام.. إن وجود هذه الصفحات ونشاطها كان مثيراً للشك، واختفاؤها الآن جعل الشك يقيناً. صفحة خالد سعيد، التى اكتسبت شهرة عالمية، أُسست فى عام 2010 بنسختين إحداهما عربية والأخرى إنجليزية.. كان الهدف فى البداية الترويج لحادث مقتل الشاب السكندرى خالد سعيد، ومع تطور الأحداث واشتعال الوضع فى تونس والإطاحة ببن على بدأت الصفحة فى الدعوة لمظاهرات حاشدة فى مصر، وقد كان، وقد كانت 25 يناير.. وظلت الصفحة منذ هذا التاريخ وحتى الثالث من يوليو 2013 متربعة على عرش المتابعة فى موقع التواصل الاجتماعى الأشهر عالمياً، وجاء سقوط الإخوان لتسقط هى الأخرى وتفتح معها الكثير من الأسئلة حول ما جرى فى هذا البلد.