لم تعجب السفير بدر عبدالعاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية، مطالبتى على قناة «أون تى فى» مباشرة أمس الأول بضرورة إجراء تغيير وزارى شامل يضم د. حازم الببلاوى رئيس الحكومة، وعدداً كبيراً من وزرائه مثل الإعلام والتعليم العالى والخارجية، حيث إن الأداء الدبلوماسى فى الخارج ضعيف أمام التطاول القطرى وغيره. وأجرى «عبدالعاطى» «مداخلة» للرد، قال فيها كلاماً عاماً ووهمياً حول إنجازات وزيره مثل: - الوزارة قامت بدور غير مسبوق على الإطلاق يوازى ما حدث فى أوقات الأزمات الكبرى، مثل حرب 1967 وحرب 1973. - أن الأداء تحوّل من الدفاع إلى الهجوم، وأصبح للوزارة صوت مسموع فى كل القضايا الدولية، وأن الكلام الآن عن ثورة وليس انقلاباً. - خطاب وزير الخارجية فى الأممالمتحدة كان نقطة تحول فارقة فى تاريخ الدبلوماسية المصرية بعد 30 يونيو. - موقف مصر حسم منع الضربة العسكرية ضد سوريا، والدول العربية والجامعة العربية اقتنعت بذلك. - لا يمكن وضع قطر مع مصر فى سلة واحدة، والخارجية أوضحت للمسئولين هناك أن الكيل قد طفح، وأن أى تجاوز آخر سيكون له تبعات، عليهم تحملها، وأن المشكلة مع قطر أعقد من «الجزيرة». إلى هنا انتهى كلام السفير بدر عبدالعاطى محامى وزير الخارجية، ومن حسن حظه أن الوقت كان ضيقاً مما منعنى من الرد المطول عليه، لكنى أوجز وجهة نظرى التى أوضحتها فى مقال سابق أيضاً فى الآتى: - أن أداء الخارجية المصرية فى عهد السفير نبيل فهمى ضعيف ولا يعبر بأى حال من الأحوال عن ثورة 30 يونيو التى كان أبرز أهدافها استعادة استقلال الدولة، مما كان سبباً فى طمع المتآمرين وتطاولهم المستمر ضد مصر والثورة. - أن أداء الوزير يفتقد الكاريزما والخيال ولا يرضى بأى حال، طموحات الشعب المصرى، فالرجل لم يقنع المصريين بأنه مدافع عن قضيتهم، وفشل حتى فى كسب ثقة الرأى العام الداخلى، فكيف يكسب القضية مع العالم الخارجى؟! أم أنه افتقد قوته بغياب د. محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية السابق، الذى رشح «فهمى» للمنصب؟! - فشل الوزير فى إدراك الواقع المصرى، فكيف سيدافع عن الدولة، وتصريحاته أبرز دليل، فقد قال فى 1 نوفمبر إن منع التظاهر ينقل صورة سلبية عن مصر، وفى 2 نوفمبر قال لوكالة الأنباء الصينية إن مظاهرات الإخوان أصبحت أقل عنفاً، لكن الأخطر من ذلك هو ما قاله للصحف فى ديسمبر: «اعترضت على صدور قانون التظاهر فى مضمونه وتوقيته»، فكيف سيدافع عن واقع لا يدركه وقانون يرفضه أمام المؤسسات والدول الأجنبية التى انتهكت الدولة والقانون؟! - البطء وسوء التقدير وضعف رد الفعل سمات أساسية للخارجية خلال عهد نبيل فهمى حتى خطابه فى الأممالمتحدة الذى يتفاخر به محدثه، لم يرد على تجاوزات الرئيس التونسى المرزوقى ضد مصر، ولم تتخذ الخارجية موقفاً إلا بعد أن اتخذت الإمارات العربية المتحدة قرارها بسحب سفيرها، كما أن مصر تعرّضت لحملة شرسة من تركياوقطر وتونس وبعض الدول الأفريقية، بينما كان الرد متأخراً وضعيفاً لا يشبع طموحات المصريين الذين تعرضوا لإهانات بعد ثورتهم لم تحدث من قبل، بينما وزير الخارجية يؤدى دور عادل إمام فى مسرحية «شاهد ماشفش حاجة». - لولا جهود السعودية والإمارات الدبلوماسية لانهار الوضع الخارجى لمصر، بالإضافة إلى تمويل الإمارات شركات تسويق أمريكية للدفاع عن الموقف المصرى، بينما الوزير منشغل أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الإماراتى بسؤاله عن عمره، وليس شكره وتقديره. - كرر السفير بدر عبدالعاطى، المحامى الشاطر عن وزير خاسر وفاشل، 4 مرات كلمة «كل متابع أمين يدرك ويعى جهد الوزير».. والسؤال ما مواصفات المتابع الأمين؟ هل السفر مع الوزير فى رحلاته الكثيرة دون نتائج ملموسة، أم أنه يعتبر كل من ينتقد الوزير غير أمين؟! الأغرب أن «عبدالعاطى» انبرى وتنحرر وكلف نفسه بإجراء مداخلة للرد علىّ فى البرنامج، لمجرد أننى طالبت بتغير وزير الخارجية فى الوقت الذى كان فيه القيادى الإخوانى التونسى راشد الغنوشى يهاجم مصر ويصف ما حدث فيها خلال جلسات مؤتمر دافوس بالانقلاب، دون رد من «عبدالعاطى» أو وزيره، ليؤكد قول الشاعر العربى الذى ذكرته من قبل «أسد علىّ.. وفى الحروب نعامة» ليؤكد السفير نبيل فهمى مجدداً استحقاقه لقب «وزير خارجية النعامة»!!