عقوبات أمريكية جديدة، تفرضها الولاياتالمتحدة مع أحد حلفائها في حال قررت تركيا شراء المنظومة الروسية المضادة للصواريخ إس-400، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية تشارلز سامرز، مضيفا أنه في هذه الحالة "لن يكون بإمكانهم الحصول على طائرات إف-35 وصواريخ باتريوت". ويرجع عودة التوتر بين الولاياتالمتحدةوتركيا، إلى ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالمؤتمر الصحفي في البنتاجون، حول شراء هذه المنظومة الصاروخية. من جانبه، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن تركيا من الصعب التراجع في صفقتها مع روسيا، لافتا إلى أن تركيا تأخذ جزء من الأسلحة وتصنعها داخل بلدها. وأوضح حسين، ل"الوطن"، أن تركيا حليف قوي للولايات المتحدة كونهما معا في حلف الناتو، معتقدا أن ما يفعله ترامب ما هو إلا ضغط على تركيا بطرق غير قانونية ولكن ستنتصر تركيا في النهاية لأن من حق أي دولة أن تشتري أسلحتها مما ترغب. وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن الكونجرس الأمريكي لن يقبل ما سيتخذه ترامب ضد تركيا نظرا لوضعها المميز كدولة حليفة. وأشار الدكتور عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إلى أنه في حال فرض الولاياتالمتحدةالأمريكية عقوبات على تركيا قد تلجأ إلى تقليل فرص حصولها على طائرات إف-35 وصواريخ باتريوت أو منعها، مضيفا أن ما تفعله أمريكا ما هو إلا مفاوضات حتى تتراجع تركيا عن الصفقة الروسية. وأكد عطا، ل"الوطن"، أن تركيا من الصعب تراجعها عن الصفقة بعدما وقعت عليها، موضحا أن العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدة لها بعد سياسي واقتصادي وعسكري. وكانت آخر أزمة دبلوماسية بين البلدين أسهمت في هبوط قياسي في قيمة الليرة التركية في أغسطس، وما زالت الخلافات بشأن الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واعتقال موظفين بالقنصلية الأمريكية دون حل، وتهدد قضية الدفاع الصاروخي بتوسيع هوة الخلاف، وذلك حسبما ذكرته "سكاي نيوز". وانخفضت قيمة العملة التركية، هذا الأسبوع، بنسبة 1.5 في المئة، على الرغم من أن البنك المركزي أبقى أسعار الفائدة أعلى بكثير من معدل التضخم، ويقول تجار إن السبب في ذلك يرجع إلى حد بعيد إلى تجدد المخاوف بشأن العلاقات مع واشنطن. وتجاوزت حكومة أردوغان "مهلة مرنة" كانت واشنطن حددتها لتركيا لاتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت ستشتري نظام باتريوت الصاروخي الأمريكي الذي تنتجه شركة رايثيون في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار. ولم يرفض أردوغان العرض الأمريكي علنا، لكنه كرر القول إنه لن يتراجع عن عقد لشراء نظام إس-400 الدفاعي الروسي الذي من المقرر تركيبه في أكتوبر. وتقول واشنطن إن تركيا لا يمكنها حيازة النظامين معا، وإذا مضت في إتمام الصفقة الروسية فإنها تخاطر أيضا بألا تتسلم طائرات إف-35 الشبح المقاتلة التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأميركية، ويمكن أن تواجه عقوبات بمقتضى قانون أمريكي يعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات. لكن أردوغان استبعد إلغاء الصفقة مع روسيا التي تبني محطة للطاقة النووي في تركيا وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، وردا على سؤال، هذا الأسبوع، بشأن العقد الخاص بنظام إس-400، قال أردوغان: "إنه محسوم.. لا يمكن التراجع أبدا عنه... لن يكون هذا أخلاقيا".