منذ عام 1969 قررت مصر اختيار تاريخ 9 مارس من كل عام باسم "يوم الشهيد"، تخليدا لذكرى رحيل الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق. وكان استشهد الفريق عبدالمنعم رياض خلال توجهه بنفسه إلى الجبهة، ليرى نتائج المعركة عن قرب، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، ويرفع من روح الجنود المعنوية بعد نكسة 67. وخلال وجود الفريق عبد المنعم رياض على الجبهة، قرر ترك مقر قيادة الجيش الثاني في الإسماعيلية متوجهًا إلى المواقع الأمامية التي لا يفصلها عن العدو سوى عرض القناة، بالرغم من معارضة الضباط لقراره هذا، وانهالت نيران العدو بشكل مفاجئ على المنطقة التي كان يقف فيها الفريق عبد المنعم رياض، إلا أنه لم يتراجع وقرر التقدم إلى الصفوف الأمامية، ليدير المعركة بنفسه، ويعطي أوامر للجنود، إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من "الحفرة" التي كان فيها. وقام برثاء الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية السابق في جريدة "العربي" عدد مارس 1998 ساردا بطولات ومواقف الشهيد الفريق عبد المنعم رياض قائلا: "تخليد ذكرى الشهيد البطل الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية الذي قدم القدوة الحسنة يوم استشهاده في التاسع من شهر مارس عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين، لجيله من القادة والضباط والجنود كذا للأجيال القادمة من بعده". وأضاف الفريق فوزي "هذا الاستشهاد الذي أصبح رمزا لجميع شهداء مصر في نضالهم وقتالهم العدو الإسرائيلي خلال حروب أربعة عقود في هذا القرن"، ويضيف "ويتمتع إستشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض بوصفه أقدم رتبة عسكرية في القوات المسلحة المصرية بل لا أبالغ إذا قلت أنه أكبر رتبة عسكرية تستشهد في ميدان المعركة في جيوش العالم الثالث كله". وأردف: "ومنذ استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض ومشاهد الحزن على فراقه من جميع المقاتلين المصريين في جيله، كذا مشاهد تشييع جنازته التي تحولت إلى ملحمة وطنية وتاريخية فريدة في حجمها ومحتواها شارك فيها الشعب وقواته المسلحة وعلى رأسهم الرئيس الخالد جمال عبد الناصر إلى مثواه الأخير داخل النصب التذكاري الضخم كرمز لشهداء مصر". يذكر أنه أقيمت الجنازة العسكرية للفريق أول عبدالمنعم رياض، وكانت أكبر جنازة تشهدها مصر لرجل عسكري، وثاني أكبر جنازة على الإطلاق في تاريخ مصر بعد جنازة الرئيس جمال عبد الناصر.
