سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرة «متولى».. 7 فى مأساة التسمم وطوابير الدواء طبيب خاص ينصح العائلة بعدم تناول أدوية الوحدة الصحية لعدم كفاءتها.. الأم: منظر المصابين كان مخيفاً.. وحالتنا لا تتحسن
أسرة محمد متولى (سائق) هى واحدة من مئات الأسر التى أصيب أفرادها بحالات تسمم وإغماءات، وقضوا أيام العيد بين التردد على المستشفيات والعيادات الخاصة وفى الطوابير أمام الوحدة الصحية بقرية صنصفط التابعة لمركز منوف محافظة المنوفية، بسبب مياه الشرب المسممة. أسرة محمد، المكونة من الأم وابنها وزوجته وأربع بنات، لا تزال طريحة الفراش داخل منزلها المكون من طابقين، الذى يبدو منخفضا عن تل القمامة المجاور له، صبيحة أول أيام العيد، بعد أن مروا برحلة شاقة للعلاج من التسمم، فبعد أن عادوا من صلاة العيد، سيطرت عليهم حالة من التعب والإرهاق الشديد فى وقت واحد، صاحبه هذيان بالجسم وقىء وإسهال مستمر. تكالب الابن محمد على نفسه، خاصة أنه العائل الوحيد للأسرة بعد وفاة والده، وقرر أن يصطحبهم جميعا إلى مبنى الوحدة الصحية المجاور لمنزلهم، رغم مخاوفه من أن تكون مغلقة بسبب إجازة عيد الفطر، لكنه عندما ذهب إليها وجد ما لم يكن يتوقعه. يقول محمد: فوجئت بأن معظم أهالى القرية كانوا موجودين أمام الوحدة الصحية ينتظرون تلقى العلاج من نفس الأعراض التى أصيبت بها أسرتى، وخوفا على أسرتى وأمام التدهور السريع لصحة والدتى قررت على الفور الانتقال بهم إلى مستشفى منوف العام الذى يبعد ما يقرب من 12 كيلومترا عن القرية، لأضمن علاجا سريعا لهم. يصمت محمد قليلا ثم يواصل حديثه بنبرة يملأها الألم: تراجعت عن الفكرة عندما أكد لى العديد من أقاربى وأصدقائى امتلاء المستشفى عن آخره بالمرضى من أبناء القرية، فلم أجد أمامى سوى الاستسلام والوقوف مع أهل القرية أمام الوحدة الصحية، وأخذت دورى فى الطابور ووقفت لمدة ساعتين. ويتذكر محمد موقف طبيب الوحدة منه، عندما دخل إلى غرفته بصحبة أفراد عائلته المرضى، وكيف أصر الطبيب على عدم توقيع الكشف عليهم جميعا، وقرر الاكتفاء بواحد فقط وتعميم العلاج على الأسرة بأكملها، بقوله: «علشان نشوف غيركم»، ويضيف محمد: «أمام إصرار الطبيب وصيحات أهالى المرضى الذين ينتظرون دورهم للكشف الطبى بالخارج، اضطررت للرحيل بعد أن قضيت بالداخل ما لا يزيد على 5 دقائق ومعى 3 زجاجات دواء فقط». تلتقط الأم طرف الحديث من ابنها، وتتحدث بصوته الذى يكاد لا يظهر من شدة التعب: «رجعنا إلى البيت بنفس الأعراض التى خرجنا بها دون أى تحسن، وما كسبناش غير الخوف والقلق من شكل الناس الكتيرة اللى كانوا واقفين هناك». واضطر العائل الوحيد للأسرة إلى اصطحاب طبيب خاص من خارج القرية، لتوقيع الكشف على والدته وأشقائه، وعلى الرغم من طمأنة الطبيب له بعدم خطورة الأعراض التى تظهر عليهم، وإعطائه روشتة علاج تجاوزت قيمتها 300 جنيه، فإنه طلب منه عدم استعمال علاج الوحدة الصحية لعدم ملاءمته لطبيعة المرض. وحتى الآن ما زال أفراد الأسرة السبعة يفترشون أسرَّتهم فى غرفهم المغلقة عليهم بنفس حالتهم التى كانوا عليها منذ عدة أيام دون تحسن، ويختتم محمد حديثه باكيا: «وأنا سايب شغلى وقاعد جنبهم».