بعد مرور 28 يوما على جريمة مقتل شابين داخل "ميني باص"، بمنطقة أوسيم، شمال محافظة الجيزة، تمكن ضباط إدارة البحث الجنائي بالجيزة، بالتنسيق مع ضباط قطاع الأمن العام، من ضبط 6 متهمين متورطين في الواقعة. وذكرت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية التي جرت تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، أن المتهمين نفذوا الجريمة أخذا بالثأر، وقتلوا شابا آخر تصادف مروره في الواقعة. التفاصيل التي جرت خلال 3 دقائق وانتهت بمقتل شابين بداية الشهر الماضي، وأن تلك الخصومة والخلافات بين عائلتي "رابح" و"الزيدي" عمرها 25 سنة، وأن بداية تلك الخصومة تعود إلى عام 1994. وذكرت التحريات والتحقيقات أن الجريمة الأخيرة جاءت بعد مرور شهرين على الحكم بإعدام 3 متهمين والمؤبد ل5 آخرين، جراء إدانتهم في القضية المعروفة إعلاميا ب"مذبحة أوسيم"، التي راح ضحيتها 4 أشخاص. وأوضحت التحريات والتحقيقات أن المتهمين المقبوض عليهم نفذوا الواقعة في الأسبوع الأول من الشهر الماضي، وأنهم اقتحموا "ميني باص"، وقتلوا شابا من عائلة "الزيدي" بعدما أطلقوا عليه وابلا من الرصاص، وأخر تصادف تواجده في الأتوبيس بمنطقة أوسيم، وفروا هاربين. وعقب الجريمة، انتقلت قوات من مباحث الجيزة تحت إشراف اللواء مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث بالإضافة إلى قوات الأمن المركزي إلى المنطقة، تحسبا لتجدد الاشتباكات مرة أخرى وضبط الجناه. وانتقل فريق من النيابة العامة إلى المنطقة، وناظرت جثتي المتوفين وأمرت بعرضهما على مصلحة الطب الشرعي. وبعد مرور 28 يوما تمكنت المباحث من إلقاء القبض على المتهمين في 3 محافظات "المنوفية، الشرقية، الجيزة". تعود تفاصيل القضية إلى أكثر من عامين تقريبا، عندما تحولت قرية الزيدية بمنقطة أوسيم في قطاع شمال محافظة الجيزة، إلى ثكنة عسكرية إثر مقتل 4 أشخاص في خصومة ثأرية بين عائلتي "رابح" و"الزيدي". ودفعت مديرية أمن الجيزة تحت إشراف اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة ب3 تشكيلات من قوات الأمن المركزي وعدد من ضباط وأفراد قطاع شمال الجيزة لمتابعة الحالة الأمنية وتشديد الحراسة على منازل العائلتين لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخرى، وسادت حالة من الهدوء الحذر في القرية. وكشفت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار محمد عبدالسلام المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، تفاصيل المذبحة الجديدة بأن مجهولين يستقلون دراجة نارية، أطلقوا وابلًا من الرصاص على 4 من أفراد عائلة رابح، ما أسفر عن مقتل كل من: "محمود زغلول"، 19 سنة، عاطل، "السيد بدوي"، 30 سنة، سائق، "مصطفى عبدالمنجي"، 25 سنة، مبيض محارة، بطلقات نارية، كما أصيب "فتحي سلامة" بطلق ناري في البطن، ونقل المصابون والمتوفين إلى مستشفى قصر العيني. وأوضحت التحقيقات التي جرت بمعرفة مصطفى بركات رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، أنه عثر على جثة "أحمد صبحي"، 33 سنة، من عائلة "الزيدي" مقتولا ومصابا بعدة طعنات عقب مقتل 3 من عائلة "رابح" بنصف ساعة، وأوضحت التحقيقات أن الواقعة بسبب خصومة ثأرية وأنها تتجدد بشكل مستمر بين العائلتين. وكشفت مصادر أمنية وقضائية، أن خلافات عائلتي "رابح" و"الزيدي" تتجدد سنويا، مشيرة إلى أنها تعود إلى عام 1994. وأحالت نيابة حوادث شمال الجيزة العام الماضي، 12 متهما إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بقتل شاب بأكثر من 10 طلقات والشروع في قتل شقيقه وطفل آخر أخذا بالثأر بين العائلتين بمنطقة أوسيم. وأضافت المصادر، أن التحقيقات أكدت آنذاك أن خصومة ثأرية وقعت بين عائلتي "الزيدي" و"رابح"، وأسفرت عن مقتل فرد من عائلة رابح وقررت عائلته الأخذ بالثأر. وأضافت التحقيقات، أن 12 متهمًا من عائلة "رابح" استقلوا سيارة ربع نقل بعد رصدهم تحركات شقيقين من عائلة "الزيدي"، ومعرفة مكانهما، وفور رؤية المتهمين للشقيقين أمطروهما بوابل من الأعيرة النارية، ما أسفر عن مقتل أحدهما وإصابة الآخر، كما أصيب طفل يبلغ من العمر 13 عامًا تصادف مروره وقت إطلاق النار. وتبين أن المتهمين هم أب ونجله وأبناء عمومتهما، ونجحت قوات الأمن في إلقاء القبض على 6 منهم، بينما فر 6 آخرين هاربين، وتمت إحالة المقبوض عليهم إلى الجنايات.
