حين كتب الصديق «محمود الكردوسى» عن ضرورة إبادة «الجماعة الإرهابية» توقفنا كثيراً أمام كلمة «إبادة»، وفى وقت قصير ثبت أن «الكردوسى» كان أكثرنا دقة فى التوصيف وصدقاً فى التعبير. هذه جماعة كالسرطان إما أن يقضى عليها تماماً أو تقضى علينا. جماعة لا يجوز التعامل معها بصيغ قانونية، أو وسائل إنسانية كونها تقتل من دون تمييز وتفجر من دون هدف سوى خراب الوطن.. جماعة ثبتت خيانتها، وتأكدنا من عمالتها. جماعة تخطط صباحاً ومساء لقتل المصريين وتفجيرهم. «الجماعة» تمارس كل صنوف القتل والإبادة الجماعية رغم أنها تعلم أنها لن تعود إلى حكم البلاد. التفجيرات ترسخ لضرورة استئصال هذا المرض تماماً من جسد الوطن. لن تعود جماعة الإخوان إلى الحياة السياسية وعودتها دونها رقاب المصريين جميعاً. «الجماعة» تعرف ذلك وليس صحيحاً أنها تعيش حالة من الوهم والاستكبار أو الإنكار، لكنها تقوم بدورها كاملاً وتؤدى وظيفتها بإتقان تام لحساب الغير. إنها تنفذ مخططاً صهيونياً وأمريكياً لتدمير مصر ومحو حضارتها. طبعاً تعرفون أن المتحف الإسلامى دُمر بالكامل صباح أمس، فهل تدمير المتحف يعيد الإخوان إلى الحكم؟ وهل قتل رجال الشرطة والجيش يسمح ل«الجماعة» بالوجود مرة أخرى وسط المصريين؟ كيف سيمكنهم العيش بين المصريين بسلام بعد كل هذه الجرائم؟ وحتى لو تسامحنا وقبلنا التعايش، «الجماعة» لن تقبل ذلك، لأنها مُصيَّرة وليست مخيرة. مجبرة بما قبضت من الصهاينة وعملائهم فى قطر وتركيا، وإن لم تكن كذلك فليدلنى أحدهم على خدمة وطنية واحدة أدتها هذه الجماعة المجرمة لصالح الوطن. طوال تاريخها الأسود. إنهم كأى قاتل بأجر وكأى جاسوس وكأى عصابة لا يعنيهم أن تسيل دماء المصريين فى الصحارى وعلى الأرصفة، وفى المساجد والكنائس. «الجماعة» شيدت تاريخها كله على كثير من دماء المخالفين وأخرجت من فكرها كل جماعات القتل والتدمير. جماعة أضرت الإسلام كما لم تضره جماعة طوال تاريخه عبر تصدير صورة سيئة عن الإسلام. «الجماعة» تعلم أنها خطفت الدولة فى لحظة ما، وأن أمرها انكشف، وتعلم أنها لن تعود لهذا الأمر مرة أخرى، وترهن بقاءها بوجود دماء كثيرة. «الجماعة» حتى الآن هى التى تقرر متى تسيل الدماء ومتى لا تسيل. سبق وأن أعلنت هذه «الجماعة» المجرمة أنها بصدد أحداث خطيرة مع حلول ذكرى «25 يناير»، فاستيقظنا صباح أمس «الجمعة» وقبل يوم من الاحتفال ب«25 يناير» على تفجيرات بمديرية أمن القاهرة والمتحف الإسلامى ومحطة مترو البحوث وقسم الطالبية فى وقت واحد تقريباً.. «الجماعة» تقول وتقتل، وهى فى القتل دوماً عند كلمتها.. هل نسينا تصريحات القاتل الإرهابى «صفوت حجازى» عن الحدث الجلل يوم السبت لكى يخرج «مرسى» من محبسه يوم الأحد، فتقع أحداث المنصة، وتصريحه عن وجود «مرسى» داخل دار الحرس الجمهورى، وأن «الجماعة» ستخرجه فجراً، فكانت النتيجة دماء كثيرة أمام دار الحرس الجمهورى. نحن الآن أمام جماعة مسلحة خططها واضحة وأهدافها معلنة.. فيها مجرمون وقتلة ومحرضون وعملاء وخونة، فكيف تقع مثل هذه الأحداث؟ هل «الداخلية» فعلاً مخترقة، كيف مرت سيارتان من الحواجز الأمنية لدرجة محاولة اقتحام مبنى مديرية أمن القاهرة؟ كيف لم تكن الشرطة مستيقظة ولم تحبط أى تفجير من هذه التفجيرات المتتابعة زمنياً؟ وإذا كانت الشرطة غير قادرة على حماية مقراتها، فكيف ستحمى الشعب من هذه العصابات؟ نحن الآن أمام جماعة وتابعين لها يعلنون كل يوم عن أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الصحف والفضائيات ويتحدثون علانية عن خطط وجرائم تقع بالفعل، أى أننا أمام عدو يكشف عن نفسه كل يوم. إننا أمام جرائم متوقعة و«الداخلية» تعرف المحرضين والمخططين الفعليين والمحتملين ولا تقبض على هؤلاء جميعاً. فهل سننتظر مزيداً من الكوارث حتى تتم إبادة هؤلاء رغم تأكدنا أنهم أعداء الدين والوطن.. طبعاً لا يقع اللوم على «الداخلية» وحدها فنحن جميعاً نتحمل المسئولية، لأننا نرى خيانة تمارس علانية على قناة «الجزيرة» ولم تسقط الجنسية عن هؤلاء.. لم تسقط الجنسية عمن يحلل قتل المصريين، ومن يحرض الداخل على الاقتتال الأهلى والخارج على احتلالنا.. لقد دخلنا فى نفق التفجيرات وتلك مرحلة لن تستهدف الشرطة أو الجيش فحسب، ولكنها ستطال الوطن كله إن لم يقف الجميع فى خندق واحد مواجهاً هذه الحرب التى تقوم بها جماعة الإخوان بالوكالة.. هكذا فرض علينا القتال ونحن له كارهون.. هكذا أصبح جيشنا وشرطتنا فى مواجهة عدو يتمتع بكل صنوف الخسة والإجرام، لكن عدونا هذا نسى أنه يواجه رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه من نصرة الحق وسحق الأعداء، فلا يمكن أن تنتصر عصابة على جيش وشرطة وشعب.. سينتهى أمر هذه الجماعات لكننا نتمنى ألا تكون الفاتورة باهظة التكلفة.