رغم تحديد يوم غد الأحد انتهاء المهلة الممنوحة في الجزائر للتقدم بطلبات الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل، في حين لم تقدم حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أوراق ترشح الأخير رسميا حتى الآن، وسط مظاهرات ضد ولاية خامسة للرئيس. وأكدت حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل أيام أنه سيقدم أوراق ترشحه للرئاسة غدا لكن بوتفليقة غادر البلاد الأسبوع الماضي إلى سويسرا للعلاج، ولم يعد إليها حتى الآن. ويقول المحلل السياسي الجزائري، جلال مناد، إن التظاهر السلمي في الجزائر حافظ على نسقه، بفضل تعالي أصوات الحكمة والتعقل، وبالتالي استبعاد المؤامرة الخارجية، والتدخل الأجنبي. وأضاف مناد في تصريحات ل"الوطن": "نترقب تعديلا حكوميا يطيح بأحمد أويحيى من رئاسة الوزراء، بعدما هتف المتظاهرون برحيله، ووصفه في شعارات وهتافات مناوئة بالسفاح، بسبب سياسة التقشف التي أثقلت كاهل الجزائريين، وتصريحاته الاستفزازية بحق المتظاهرين، وتهديدهم بأزمة سوريا". ولفت المحلل السياسي الجزائري، إلى أن "هناك أيضا تداول لاسم وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، لقيادة حكومة جديدة، تمتص غضب المحتجين، ويأتي ذلك في أعقاب تنحية عبد المالك سلال من مديرية الحملة الانتخابية لبوتفليقة، وانشقاق رجال أعمال من تكتل نقابي اقتصادي داعم لبوتفليقة بقيادة المليونير علي حداد المثير للجدل، بسبب تسريبات هاتفية خطيرة جرت بين سلال وحداد حول تعامل عنيف مع المتظاهرين". وعيّن الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، السبت، عبدالغني زعلان مديرا لحملته الانتخابية، بدلا من عبدالمالك سلال، في الوقت الذي تشهد فيه الانتخابات مقاطعة من حزب العمال، للمرة الأولى منذ 15 عاما، في ضوء الاحتجاجات العارمة التي تشهدها البلاد رفضا لترشح بوتفليقة. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، في نبأ مقتضبا نشرته على موقعها الإلكتروني، إن "المترشح عبدالعزيز بوتفليقة أجرى تغييرا لمدير حملته الانتخابية". ويتولى زعلان حاليا منصب وزير النقل والأشغال العمومية في الحكومة الجزائرية، وعيّنه بوتفليقة في هذا المنصبة في مايو 2017. أما سلال، فشغل في السابق منصب رئيس الوزراء في الجزائر بين عامي 2012- 2017. وافتتح التلفزيون الوطني الجزائري، للمرة الأولى منذ بدء حركة الاحتجاج في الجزائر، الجمعة، نشرته الإخبارية بمشاهد لتظاهرات في العاصمة الجزائرية، مكتفيا بالإشارة إلى أن المحتجين طالبوا ب"تغيير سلمي". وأصيب بوتفليقة (81 عاما) بجلطة في عام 2013، ومنذ ذلك الحين لم يظهر على الملأ سوى مرات قليلة. وأثار سعيه لإعادة انتخابه استياء بين الجزائريين الذين يرونه "غير مؤهل صحيا للحكم". ودعا عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدن عدة بأنحاء الجزائر، الجمعة، الرئيس بوتفليقة إلى التنحي، في أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة منذ سنوات.