واصلت نيابة حوادث شمال القاهرة، اليوم، تحقيقاتها فى كارثة محطة مصر، وتباشر اللجان الفنية المنتدبة من قبل النيابة العامة مهامها فى المعاينة لتحديد الأسباب الفنية للحادث، فضلاً عن فحص كاميرات المراقبة المتحفظ عليها من مكان الحادث، الذى راح ضحيته 21 شهيداً، آخرهم كان المسعف خالد محمد عبدالمنعم، الذى توفى ظهر اليوم داخل غرفة الرعاية المركزة بمستشفى الشفاء بالعباسية إثر إصابته بنسبة حروق 85%. وتستمع النيابة لأقوال 8 من قيادات ومهندسى السكة الحديد لتحديد الاختصاص الوظيفى وعلاقة كل منهم بالحادث، تمهيداً لتوجيه التهم إلى المقصرين فى أداء عملهم ومواجهتهم بأدلة الاتهام فى حالة ثبوت العلاقة الوظيفية لهم بالحادث، ولا تزال التحقيقات جارية مع المتهمين فى مقر نيابة شمال القاهرة الكلية، ويشارك فيها فريق من نيابة الأزبكية ونيابة حوادث شمال القاهرة من أجل إجلاء الحقائق وتوثيقها وتحديد المسئولية الجنائية لكل متهم. وتواصل النيابة سماع أقوال سائق القطار، المسئول الأول عن الكارثة، علاء فتحى، وزميله، ونفى المتهم الرئيسى أن يكون الحادث مدبراً منه أو أنه نفذ الجريمة بتكليف من أى شخص أو جهة، مضيفاً: «الموضوع مجرد حادث عارض حدث بالصدفة لما نزلت أتخانق مع زميلى بعد ما خبط القطر بتاعى، وأنا مسئول مسئولية كاملة عن الحادث عشان سبت الجرار ونزلت أتخانق مع زميلى وبسبب الحادث الأول مع زميلى أنا فقدت تركيزى». وأضاف «فتحى»، فى التحقيقات: «ماكنتش متخيل إن الموضوع هيبقى كارثة كبيرة كده، كنت فاكر إنه هيخبط فى شىء أو هيكسر شىء فمشيت وكنت متوقع أنى هاخد جزاء وبس، لكن اللى حصل كارثة ومصيبة لما عرفت بأن الركاب ماتوا واتفحموا، وأنا متحمل المسئولية عشان لو كنت بطلت الجرار كان وقف مكانه». وتابع سائق القطار، فى التحقيقات، أن اندفاع الجرار بسرعة كبيرة يوضح أن يد السرعة تالفة، ربما مع تحرك يد السرعة المختلة بسبب الهزة التى تعرض لها الجرار، وأنه يقود القطارات لمسافات قصيرة من الورشة إلى المحطة والعكس ولا يقود فى مسافات طويلة، وأن حادث التصادم مع زميله لم يكن الأول. وأضاف: «أثناء عملى المعتاد وفى أحد التقاطعات اصطدمت بجرار آخر قبل أسابيع لكن مرت الأمور بسلام». وقالت مصادر قضائية إن النيابة العامة ستحيل السائق وزميله إلى مصلحة الطب الشرعى عقب انتهاء التحقيقات معهما لتحليل عينة من دمائهما للتأكد من تعاطيهما المخدرات من عدمه، وأن التحقيقات مع المتهم وزميله لا تزال مستمرة حتى مثول الجريدة للطبع، ولم يصدر عنها أى قرارات تخص أياً أى من المتهمين فى الحادث. سائق القطار: «الموضوع حصل لما نزلت أتخانق مع زميلى».. ومصادر: سيخضعان ل«تحليل مخدرات» وكشف النائب العام المستشار نبيل صادق، فى بيان اليوم، تفاصيل الحادث بأن «عتاباً» بين سائقى قطارين نزل سائق أحدهما منه تسبب فى وقوع حادث محطة مصر، حيث نزل قائد الجرار، مرتكب الحادث، دون اتخاذ إجراءات إيقافه، ما أدى لانطلاقه باتجاه المحطة ووقوع الحادث، وقد تقابل الجرار رقم 2310، مرتكب الحادث، أثناء سيره متجهاً إلى مكان التخزين، مع الجرار رقم 2305 أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، ما أدى إلى تشابكهما، وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث، فتركه قائده معاتباً زميله، الذى قام بالرجوع للخلف لفك هذا التشابك، مما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده وانطلاقه بسرعة عالية فاصطدم بالمصد الخرسانى بنهاية خط السير بداخل المحطة فوقع الحادث. ونتج عن الحادث اندلاع النيران ووفاة 21 شخصاً ممن تصادف وجودهم على رصيف 6 بالمحطة، متأثرين بالنيران التى أدت إلى احتراق أجسادهم وتفحمها، كما أصيب 43 شخصاً تم نقلهم لتلقى العلاج بمستشفيات (الهلال، القبطى، السكة الحديد، معهد ناصر، شبرا العام، والحلمية العسكرى، دار الشفاء). وقررت النيابة ندب لجنة من خبراء الطب الشرعى لمناظرة الجثامين وأخذ عينات البصمة الوراثية نظراً لعدم التوصل إلى هوية الجثث، كما تم ضبط المتهم قائد الجرار مرتكب الحادثة تنفيذاً لقرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره ويخضع للاستجواب.