أثارت الزيارة المرتقبة للرئيس محمد مرسى إلى إيران، ملبيا دعوة حضور مؤتمر عدم الانحياز، العديد من ردود الفعل المتباينة، فى مقدمتها المعارضة الأمريكية للزيارة، والمخاوف التى طرحها عدد من الخبراء من التأثير السلبى لهذه الزيارة على الأمن القومى المصرى. قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «فيكتوريا نولاند»: إن إيران لا تستحق أن يزورها وفود رفيعة المستوى من مصر والأممالمتحدة؛ لأنها تحاول استغلال المؤتمر للتلاعب بالحضور والتهرب من التزاماتها نحو مجلس الأمن الدولى والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية. وردا على سؤال حول زيارة الرئيس محمد مرسى وبان كى مون الأمين العام للأمم المتحدةلطهران، لحضور اجتماعات قمة عدم الانحياز فى نهاية أغسطس، صرحت نولاند بأن الولاياتالمتحدة لها موقف معارض لزيارات دبلوماسيين مصريين ومسئولين فى الأممالمتحدة رفيعى المستوى لإيران. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ضاعفت من جهودها لإقناع المجتمع الدولى بعدم حضور المؤتمر؛ لأن الحضور يضفى شرعية على نظام طهران، التى تقوم بالدعاية للمؤتمر باعتباره علامة على أن إيران ليست فى عزلة. من جانبهم، حذر خبراء من أن يكون الهدف الخفى من زيارة الرئيس محمد مرسى لطهران هو التنسيق مع إيران فى الملف النووى، وتوريط مصر فى تحالفات ضد دول بمنطقة الشرق الأوسط. وقال اللواء حمدى بخيت، الخبير الاستراتيجى والعسكرى: زيارة الرئيس لإيران إيجابية، ونرحب بعلاقات قوية معها، بشرط عدم توريط مصر فى تحالف ضد أى من دول المنطقة، مما يهدد الأمن القومى المصرى، مضيفا: «إيران ليست بريئة، والكل يعلم مشاركة أجهزتها الاستخباراتية فى كل مصيبة تحدث فى مصر منذ ثورة يناير». وأكد سعى إيران لإجهاض الثورة المصرية، وجعلها تأخذ منحى دينيا، مؤكدا مساعدة المصريين لها فى تحقيق ذلك الهدف عبر صناديق الانتخابات، بقوله: «بعنا مستقبلنا بكيلو زيت وسكر». وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية: إن الزيارة هدفها مد جسور الصداقة والتعاون بين مصر وجميع الدول الإسلامية، مشيرا إلى أن الرئيس مرسى «إسلامى إخوانى»، فى حين أن إيران بلد إسلامى محورى فى المنطقة ومن الفاعلين الأساسيين فى الشرق الأوسط. وعن توجس إسرائيل من نتائج الزيارة، قال «إبراهيم»: من حق إسرائيل أن تشعر بالخوف، كما بثت الخوف فى قلوب العديد من الفلسطينيين وكل جيرانها، مؤكدا أن الهدف الخفى من الزيارة يكمن فى احتمال التنسيق المصرى والإيرانى فى إطار الملف النووى. وأضاف: إسرائيل ترغب فى احتكار السلاح النووى فى الشرق الأوسط، مقابل رغبة إيران فى كسر هذا الاحتكار، ومصر ستستفيد حتما من كسر الاحتكار الإسرائيلى للسلاح النووى بالمنطقة، مما يساعدها على استعادة مكانتها الإقليمية بين دول المنطقة، مشيرا إلى مساعى الولاياتالمتحدة، خلال حكم النظام السابق، لتحديد سقف العلاقات المصرية - الإيرانية، لافتا إلى أن زيارة «مرسى» لإيران ستسهم فى إزاحة هذا السقف.