يقع حى عين شمس فى شرق القاهرة، مطلاً على مناطق مصر الجديدة والمطرية ومدينة السلام، وفى الأسابيع الأخيرة برزت المنطقة فى قلب أحداث الاشتباكات المتكررة. الحى الذى يقسمه شريط مترو الأنفاق إلى نصفين «شرقى» و«غربى» يضم تنويعة ديموجرافية وسكانية كبيرة. هشام منصور (25 سنة) من سكان عين شمس يقول «المنطقة عبارة عن وعاء كبير، فيها مؤيدون للإخوان ومؤيدون للسيسى، ومسلمين ومسيحيون». يقطن «منصور» قرب طريق جسر السويس، ويقول «أنا من مواليد عين شمس بالأساس، وفى ضوء نشأتى فى المكان أقدر أقول إنه مكان مش مختلف كتير عن غيره من مناطق القاهرة أو مصر عموماً، هو عبارة عن وعاء كبير بيضم أعداد كبيرة من المواطنين مختلفين تماماً عن بعض، فيها الفقرا المعدمين ومتوسطى الحال والأغنيا، وفيها المؤيدين للسيسى والمؤيدين لمرسى، وفيها المسلمين والمسيحيين، يعنى بتضم ناس مختلفين عن بعض تماماً فى المستوى الاجتماعى، وناس مختلفين تماماً فى الفكر والدين». ويستدرك الشاب العشرينى لافتاً إلى أن وجود عدد كبير من الإخوان المسلمين ومؤيديهم فى مناطق عين شمس المختلفة «هو السبب فى أن أغلب الأحداث الأخيرة بتقع فى شوارع عين شمس كل يوم جمعة. ورغم ذلك فالأكيد إن باقى أهالى عين شمس ضد الإخوان، وفى الاستفتاء الأخير شارك عدد كبير منهم فى الاستفتاء وقالوا نعم للدستور باكتساح». فى أواخر سبعينات القرن الماضى اضطر عباس الشافعى (60 سنة) للانتقال للسكن بمساكن عين شمس الشرقية بعدما كان يسكن قبل ذلك فى أحد منازل منطقة بولاق أبوالعلا، ويقول: «فى 1979 قرر الرئيس السادات إزالة بيتى فى بولاق أبوالعلا ضمن ثورة التصحيح وإزالة العشوائيات. من وقتها وأنا عايش فى عين شمس، وعارف كل زوايا عين شمس، وأقدر أقولك إن أكتر مشاكل عين شمس هى إن معدل التسرب من التعليم كبير، وده بيخلى الناس مؤهلين أكتر لإنهم يشاركوا فى العنف وتجارة السلاح والمخدرات». ويضيف «الشافعى» مواصلاً حديثه عن التنويعة السكانية فى مناطق عين شمس المختلفة «من أماكن وجود الإسلاميين فى عين شمس منطقة تقسيم العرب، ودى منطقة مقسومة نصّين، نصف اسمه عرب الجسر فى عين شمس الشرقية، وعرب الحصن فى عين شمس الغربية». ويرى مصطفى حربية، أحد ساكنى عين شمس، أن الاشتباكات التى شهدتها المنطقة لها أسباب عديدة متداخلة «يعنى مثلاً بعض أمناء الشرطة بيأمنوا البيئة المناسبة لانتشار البلطجية والمسجلين خطر، فبتلاقى انتشار السلاح واضح فى بعض مناطق عين شمس، والسلاح ده بيظهر فى المشاكل بين العائلات. وفوق كده بتلاقى أسلحة فى مظاهرات الإخوان بيوفرها لهم بعض المسجلين خطر»، حسب حربية. ويذكر «حربية» واقعة وقعت إبان الاستفتاء الأخير على الدستور قائلاً «كان فيه واحد كلنا عارفين إنه مسجل خطر كان واقف قدام لجنة من اللجان بيحرض الناس على التصويت بلا، ولما بلغنا عنه قوات الجيش فى لجنة من لجان الانتخابات اعتقلوه ولما كشفوا عنه لقوه عليه 16 قضية، ومعروف إن الراجل ده مؤيد للإخوان من فترة». يتركز مؤيدو الإخوان، كما يصفهم «حربية» فى «منطقة شارع أحمد عصمت، أو مربع الوحدة العربية، حتى تلاقى إن مظاهراتهم بتقوم فى الشوارع القريبة زى شارع آدم، اللى كانوا مسيطرين هم والسلفيين على المسجد الكبير فيه (مسجد آدم) وشارع السد العالى وشارع سعيد صالح وشارع إبراهيم عبدالرازق». لكن المفارقة، حسبما يرى «حربية»، أن المنطقة التى يتركز فيها «مؤيدو الإخوان» هى ذاتها المنطقة التى يتركز فيها المسيحيون بعين شمس، والتى تقع فيها غالبية الكنائس بعين شمس «وده ممكن يكون سبب فى أزمة متوقعة فى منطقة أحمد عصمت، ومش فى المستقبل بس.. لأن ده حصل فعلا من فترة قريبة لما اتعرضت كنيسة من الكنايس فى أحمد عصمت لهجوم مظاهرة إخوانية». هناك عدة اعتبارات تحكم العلاقات بين المواطنين فى مناطق عين شمس، لا سيما المنطقة الشرقية الأقرب إلى حى المطرية، يوضح ذلك سعيد فتحى، قهوجى من سكان مساكن عين شمس، «قبل أى اعتبارات سياسية، نظام العائلات بيكون هو المتحكم فى المناطق الشعبية من عين شمس، خصوصاً عين شمس الشرقية، اللى فيها صعايدة. والعلاقات بين العائلات فى عين شمس فى العموم كويسة لكن بتحصل مشاكل كتير بينها وبين بعضها.. عائلتى مثلاً بينها وبين عائلة تانية مشكلة من سنة تقريباً وما زالت مستمرة. واتسببت فى قفل أكتر من 18 محل من الطرفين». يكرر فتحى المعلومة التى يتفق حولها كثيرون من سكان عين شمس، وهى أن عددا كبيرا من سكان الحى، يؤيدون تنظيم الإخوان ويقول «علشان كده بتحصل أحداث واشتباكات كل جمعة فى مناطق عين شمس، وأكتر الأماكن اللى فيها مؤيدين للإخوان مربع أحمد عصمت، وكفر الشرفا، والألف مسكن». أخبار متعلقة المنطقة للجميع.. إسلاميون وأقباط وإخوان ومسجلون خطر المساجد.. نقطة انطلاق «الإخوان» للتظاهر والاعتداء على الأئمة الشوارع.. «ساحات حرب» وشاهدة على «أكذوبة السلمية» «القوصى»: أحد قادة الجماعة الإسلامية كان «تاجر مخدرات» وآخر مات «مدمناً» «المساكن».. سكان على كل شكل ولون.. والمعاناة «قاسم مشترك» أقباط: يعاقبوننا على «30 يونيو».. والرب يحمينا الجماعة الإسلامية تستعيد تاريخ «الصدام والدم» أرض الفراعنة تتحول إلى «مرتع» ل«أنصار المعزول» باحث فى شئون الحركات الإسلامية: شباب الإخوان وقود العنف فى المنطقة