ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أنَّه منذ أن تأسست أبرز قنوات الإعلام في قطر، وهي قناة الجزيرة المملوكة للدولة، في عام 1996، لعبت جماعة الإخوان الإرهابية دورًا حاسمًا في إعداد البرامج ووضع الخطط التحريرية؛ ما وفر دعمًا قويًا إيديولوجيًا للقناة القطرية. ولسنوات عديدة، كان البرنامج العربي الأكثر شعبية على القناة القطرية هو "الشريعة والحياة" ل"يوسف القرضاوي"، أبرز فقهاء جماعة الإخوان، ولطالما ظلت قناة "الجزيرة" أداة لتأييد سلطة النظام القطري، وكانت مهمتها دوما دعم قطر والإخوان أثناء مهاجمة أعدائها في الولاياتالمتحدة وإسرائيل و السعودية والإمارات، حسب تقرير نشرته أمس الصحيفة الأمريكية. وقال أحد أعضاء شبكة هذه القناة في الشرق الأوسط ألبرتو فيرنانديز، خلال مؤتمر في "واشنطن" حول عمليات بسط النفوذ التي تمارسها قطر في المنطقة: "حقيقة وجود مادة معادية للسامية في قناة الجزيرة هو أمر مهم جداً، وتعد أكبر مشكلة تواجهها قناة الجزيرة هي معاداة الولاياتالمتحدة، لقد قامت بتعميم وتطبيع أفكار الإسلاميين المتطرفين، والتي كانت بمثابة نوع من حليب الأم لجميع أنواع الحركات الإسلامية". وأشارت إلى أنه بعد عودة ظهور الإخوان الإقليميين في الربيع العربي، بدعم صريح من قطر، أصبح تعزيز "الدوحة" للجماعة الإرهابية "مسألة خطيرة" بالنسبة للسعودية والإمارات لمواجهتها، وبالنسبة إلى هذه الدول الخليجية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، لم تكن رعاية قطر للإخوان مجرد احتضان لإرهاب عنيف في الأمريكتين وأوروبا، بل كانت تحرض على الثورة داخل بلادهم كذلك، وعندما أصدر الرباعي العربي قائمة بأهم المطالب في عام 2017 من أجل استئناف العلاقات العادية مع قطر، كان وقف بث قناة الجزيرة على رأس القائمة. وقالت الصحيفة الأمريكية: "لطالما كانت النخب الأمريكية ودوائر صناع القرار أهدافاً للنفوذ القطري، حتى إن هيلاري كلينتون أثنت على القناة القطرية التي تديرها الدولة". وعن نسب مشاهدة القناة، قالت الصحيفة أنَّه "في الحقيقة، فإن نسبة مشاهدة قناة الجزيرة ترتفع في الولاياتالمتحدة يوماً بعد يوم، حيث تستخدم الجزيرة المنظومة الأكثر نجاحاً وتطوراً وتأثيراً في العالم". واستكملت الصحيفة: "عمل قناة الجزيرة يعتبر أمراً عدوانياً بشكل ملحوظ لخدمة مصالح السياسة الخارجية لقطر، والتي تشتمل على 4 عناصر رئيسية، وهي: 1- تقويض استقرار جيرانها وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 2- الترويج للإسلاميين مثل جماعة الإخوان الإرهابية في المجتمعات الضعيفة والمجتمعات الغربية. 3- دعم جماعات إرهابية متطرفة مالياً ودبلوماسياً مثل حماس والقاعدة وطالبان. 4- مساعدة أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم -وهي إيران- في تجنب العقوبات الأمريكية لسعيها في تطوير أسلحة نووية. وبينت "واشنطن تايمز": "يتضح تطور قناة الجزيرة من خلال قدرتها على الترويج لرسالتين مختلفتين جداً إلى جمهورين في وقت واحد، ففي قناتها باللغة العربية، تدفع قناة الجزيرة بمجموعة من نظريات المؤامرة ومحاولات لمطاردة المسلمين المتدينين ضد محاولات إصلاحات إيجابية في مجال حقوق الإنسان في مصر والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، وفي قناتها باللغة الإنجليزية، تقدم الجزيرة نفسها على أنها تقدمية ويسارية، مهاجمة جهود هذه الدول في الإصلاح وتصويرها على أنها وهمية وغير كافية". وحول خطوات الكونجرس بشأن الإعلام الموجه، بينت الصحيفة أنّه: "في العام الماضي، بدأ الكونجرس أخيراً إدراك خطورة دور الدول الأجنبية في مجال الإعلام الموجه إلى المواطنين الأمريكيين، حيث يتطلب قانون الدفاع الوطني لعام 2019 تصريحاً من جميع وسائل الإعلام الأجنبية الموجودة في الولاياتالمتحدة، بما في ذلك شبكة روسيا اليوم وقناة الجزيرة، أن يعرّفوا أنفسهم بوضوح كقنوات أجنبية وأن يقدموا تقاريرهم إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية كل 6 أشهر حول علاقاتهم مع مديريهم الأجانب، وحتى الآن لم تقدم أي قناة أجنبية لدى لجنة الاتصالات الفيدرالية تقريرها إلى الكونجرس". وأوضحت الصحيفة أنّه "بعد انتخابات عام 2016، استخدم الديمقراطيون شبح الأخبار الروسية والقنوات الأجنبية، مثل روسيا اليوم وسبوتنيك، كتهديدات خطيرة للديمقراطية الأمريكية، ولكن لأسباب حزبية، تجاهلوا إلى حد كبير قناة الجزيرة القطرية، فإذا كان هؤلاء السياسيين مهتمين فعلاً بمخاطر عمليات الإعلام الأجنبية المعادية التي تمارس تأثيراً لا مبرر له على تصورات الجمهور الأمريكي، فإنهم سيقعون بشدة تحت تأثير قناة الجزيرة المعادية". وذكرت أنَّه "لما يقرب من نصف قرن، كانت قطر بمثابة مأوى صغير لجماعة الإخوان والعديد من الجماعات الإسلامية الأخرى الأكثر تطرفاً في العالم". وأضافت الصحيفة، أنَّه منذ ستينيات القرن الماضي، ومع حظر الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر وتضييق الخناق على جماعة الإخوان؛ اضطر الآلاف من أعضاء وقيادات الجماعة المتطرفين إلى الهجرة. وأشارت الصحيفة إلى أنَّه "منذ ذلك الحين، كانت قطر بمثابة قاعدة لانطلاق أكثر عمليات جماعة الإخوان الإرهابية، ومع مرور الوقت، سرعان ما برزت عقيدة الإخوان كأيديولوجية لدولة قطر فعلياً، ورحبت عائلة (آل ثاني) الحاكمة بالمتطرفين الإسلاميين وقدمت الدعم الكبير لهم، ومنحتهم أعلى مراتب الشرف بالدولة، إلى جانب إنشاء مؤسسات إسلامية جديدة تسعى إلى تجنيد آلاف الناس في هذا المجال".