قال سكرتير عام حلف شمال الأطلسي يوهانس ستولتنبيرج، إن الحلف لا يريد الدخول في سباق تسلح جديد، ولكن لا يريد أيضا أن يبقى ساذجا إزاء الأزمات، وعليه الاستمرار في الاستثمار في التسلح، مشيرا إلى تصاعد عدد الأزمات، وأضاف سكرتير عام الناتو، في حديثه أمام مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، أن قلق الحلف إزاء معاهدة القوة النووية متوسطة المدى يعود إلى 60 عاما والولايات المتحدة طرحت الأمر مع روسيا. وتابع:"هناك أعدادا متزايدة من الصواريخ الروسية في أوروبا وأعطينا روسيا وقتا طويلا للعودة للامتثال للمعاهدة، داعيا أياها إلى العودة للمعاهدة"، وقال إنه منذ عام 2016 زادت الدول الأعضاء في "ناتو" من انفاقها بنحو 1.4 مليار دولار إضافية على الدفاع، وسيرتفع هذا الرقم خلال سنوات إلى نحو 100 مليار دولار، مضيفاً أننا نبذل المزيد من الجهود لمواجهة التهديدات عبر الفضاء الإليكتروني. وشدد على أن أوروبا والناتو يعملان معا بشكل غير مسبوق في تحمل الأعباء، مؤكدا ضرورة التعاون القوي عبر الأطلسي. وقال: "أرسينا الاستقرار والرخاء في ضفتي الأطلسي"، وقال يوهانس ستولتنبيرج إن العالم يتغير ويتحول في ظل صعود الصين، الذي يمثل أيضا تحديا وعلينا أن نفهم حجم ونطاق نفوذ الصين وأثره على أمننا، لافتا إلى أن الجانبين عملا معاً في مكافحة القرصنة في الصومال. وأضاف أن حلف الناتو القوي مفيد للنظام العالمي ولتحقيق أمن أوروبا وشمال القارة الأمريكية، داعيا إلى الحفاظ على المؤسسة قوية لمواجهة المستقبل مهما كان. وذكر ستولتنبيرج أن الحلف يرحب بتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن الموارد محدودة وبالتالي لا يجب السماح بازدواج الجهود بين الجانبين. وأشار إلى أن 80%من ميزانية الدفاع بالناتو ستكون من خارج الاتحاد الأوروبي، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولفت سكرتير عام الناتو إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في قمة "الناتو" إنه يؤيد الحلف ولكنه يريد تقاسم الأعباء بصورة منصفة ويطالب أعضاء معينيين بدفع المزيد من المساهمات، مشيرا إلى أن الحضور الأمريكي في أوروبا لم ينخفض وإنما زاد من خلال أعداد الجنود والتدريب والأعمال الإضافية. وقال إنه يتفهم أن هناك اختلافات سياسية بين الأعضاء ولكننا نجحنا في أن يكون هناك حلف أطلنطي قوي، لافتا إلى أنه بعد الحرب الباردة كان هناك خفض للدبابات الأمريكية في أوروبا ولكنها عادت الآن بكتيبة مدرعة كاملة وزادت من تمويل وجودها في أوروبا منذ وصول ترامب إلى الحكم، مما يعكس الاستمرار في الالتزام الامريكي.
