"يا شيخ عايزين نصلي الجنازة على ابني"، بهذه الكلمات وجه رجل حديثه إلى إمام أحد مساجد التجمع الخامس، بعد صلاة الظهر حاملا ابنه الرضيع البالغ من العمر 10 أشهر، بين يديه. انتاب الشك إمام المسجد والمصلين في تصرفات الأب، خاصة وأنه كان يحمل جثة نجله على يديه وبملابس المنزل، فأمسكوا به وأبلغوا شرطة النجدة بالواقعة، حتى وصلت قوة أمنية من قسم شرطة القاهرة الجديدة أول، وألقت القبض عليه. استدعى رجال المباحث سيارة إسعاف لنقل جثمان الطفل وإيداعها مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة التي قررت انتداب الطب الشرعي لتشريها لبيان أسباب الوفاة وموافتها بتقرير الصفة التشريحية، كما استدعت والدة الرضيع لسماع أقوالها. "شوفت رؤيا في المنام أني أموت أبني"، بتلك الكلمات بدأ المتهم بالهزيان، مبررًا جريمته في تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة، واستمر في ترديد العبارات غير المنطقية. وعن تفاصيل تنفيذ الجريمة، قال: "أنا لقيت أبني محمود نايم شلته ونزلت بيه تحت البيت، ولما أمه رفضت وقالت سيبه عشان مش لابس تقيل أحسن ياخد برد قولت لها هشتري له بسكويت"، مضيفًا أنه طبق يديه على عنق ابنه في الشارع، حتى فارق الحياة. أمرت النيابة بإيداع المتهم "كمال.ك" 34 عاما، مستشفى الأمراض النفسية تحت الملاحظة، وكلفتها بإعداد تقرير عن حالته النفسية، حتى يتسنى لها اتخاذ الإجراءات القانونية حياله. وقالت والدة الطفل، في تحقيقات النيابة، إنها تفاجأت بالواقعة من الجيران الذين أبلغوها بأنها زوجها قتل طفلهما، وأن المصلين أمسكوا به داخل المسجد، وسلموه إلى الشرطة. وأضافت والدة الطفل: "منه لله المجرم ده، مش عارفة عمل كدة أزاي، كنت عايشة عشان خاطر ابني وكان منور حياتي وكنت بستحمل الأيام السودة اللي جوزي تسبب لي فيها، حسبي الله ونعم الوكيل".