سلطت صحيفة " فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير اليوم، الضوء على الحملة التي تخوضها مصر حاليًا لتنظيم النسل وكبح جماح الزيادة السكانية. سامح سليمان، بائع جرائد في القاهرة ويجني نحو 200 دولار شهريًا بما يقارب 3500 جنيه مصري، ولديه 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا؛ لكن زوجته قررت أن تنجب طفلا آخر العام الماضي، قال: "وافقت على ذلك لأنه كان لدينا فتى واحد وفتاتين، لذلك أردنا فتى آخر، لكن الآن لدينا طفل جديد، وقد جاء هذا الطفل في ظل أسعار مرتفعة للغاية". وأشارت الصحيفة، إلى أنه في محاولة لكبح جماح معدل المواليد، أطلقت الحكومة المصرية برنامجاً لتنظيم الأسرة بعنوان "اتنين كفاية"، ويفضل المصريون العائلات الكبيرة، لكن هذا يأتي بتكاليف اقتصادية كبيرة لكل من الوالدين وأيضا الدولة. وقالت "فاينانشيال تايمز" إن الحكومة المصرية تريد إقناع الملايين من الناس، مثل "سليمان" وزوجته، أنه إذا كان لديهم عدد أقل من الأطفال، سيكون باستطاعتهم توفير حياة أفضل لهم، بالإضافة إلى تخفيف العبء على الدولة، التى تكافح من أجل تلبية الطلبات المتزايدة على الوظائف والخدمات. ونقلت الصحيفة البريطانية عن عمرو عثمان مساعد وزير التضامن الاجتماعي قوله إنَّه "يولد طفل كل 15 ثانية، كما نضيف 2.5 مليون طفل كل عام"، موضحًا "يجب أن نفكر في ما يعنيه ذلك، من حيث أماكن المدرسة الإضافية وأسرّة المستشفيات والتطعيمات وجميع حقوق الأطفال الأخرى". وذكرت الصحيفة البريطانية، أن عدد سكان مصر بلغ 98 مليون نسمة في ديسمبر الماضي. وتابع "عثمان": "سيرتفع عدد سكان مصر بمقدار 20 مليون نسمة أخرى على مدى العقد المقبل إذا لم ينخفض معدل المواليد". واستشهد الصحفية بوصف الرئيس عبدالفتاح السيسي النمو السكاني والإرهاب بأنهم "أكبر التهديدات التي تواجه البلاد". وأشارت الصحيفة، إلى أن برنامج تنظيم الأسرة يتضمن حملات الملصقات والإعلانات التلفزيونية والزيارات المنزلية من قبل الأخصائيين الاجتماعيين والعيادات التي توزع موانع الحمل، مبينة أن الحكومة قررت وقف صرف بعض الفوائد للأسر الفقيرة خارج نطاق الطفل الثاني. وقال وكيل وزارة التضامن، إن "الهدف هو خفض معدل الخصوبة من 3.5 أطفال لكل امرأة إلى 2.4 بحلول عام 2030، وتحقيق هذا الهدف يعني انخفاض عدد المواليد بمقدار 8 ملايين خلال العقد المقبل". من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في البنك الاستثماري"فاروس إنفستمنتس" أنجوس بلير: "هناك المزيد من الضغط قادم، بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان بالنظر إلى النمو السكاني". وحذر "بلير"، من أن مصر تواجه مشاكل بما في ذلك محدودية توفر المياه وقضايا الأمن الغذائي، كما سيتعين عليها التعامل مع هذه التحديات في سياق تغير المناخ. وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن مصر أجرت بالفعل برنامجاً ناجحاً لتنظيم الأسرة، ما ساعد على خفض معدل المواليد إلى 3.1 طفل لكل امرأة في عام 2008 من 5.6 في عام 1976، ولكن عندما انتهى البرنامج، الممول من الولاياتالمتحدة، في عام 2008، بدأ معدل المواليد في الارتفاع مرة أخرى.
