حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من ارتفاع معدل المواليد في مصر إلي أعلي مستوي له خلال20 عاما بسبب تراجع اهتمام الحكومة المصرية بسياسات تنظيم الأسرة في ظل انشغالها بالملفات الشائكة بتدهور الأداء الاقتصادي وتراجع السياحة. ولفتت الصحيفة إلي أن صمت الحكومة عن ارتفاع معدل المواليد سيكون له تداعيات سلبية خلال الفترة المقبلة. وقالت نيويورك تايمز- في تقرير لها أمس- إن مصر نجحت في خفض معدلات المواليد بشكل مضطرد خلال العقدين الماضيين. ولكن هذا الاتجاه شهد نكسة واضحة خلال العام الماضي, حيث ارتفع معدل المواليد إلي32 مولودا لكل ألف نسمة متجاوزا معدلات عام1991 قبل بدء تطبيق برنامج تنظيم الأسرة وإطلاق الحملة القومية للحد من النمو السكاني الذي اعتبرته الحكومات السابقة أحد الأسباب الرئيسية لتراجع معدلات النمو. وبحسب نيويورك تايمز فقد شهد مصر ميلاد نحو26 مليون طفل خلال العام الماضي مما رفع عدد السكان إلي أكثر من84 مليون نسمة. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة المصرية لم تقلص تمويل برامج تنظيم الأسرة ولكن يبدو أن الاهتمام بهذه القضية تراجع بشكل واضح في ظل صعود تيار الإسلام السياسي الذي لا يعتبر نمو السكان مشكلة في ذاتها ويلقي باللوم علي الإدارة للموارد البشرية. ونقلت الصحيفة عن حامد الدالي, القيادي بحزب النور السلفي, قوله إن المشكلة الرئيسية ليست في السكان ولكن في الإدارة, مشيرا إلي أن تعداد السكان في الصين يتجاوز مليار نسمة ولكن لا توجد مشاكل بسبب الإدارة الجيدة والاستغلال الأمثل للموارد. وأضاف القيادي السلفي أن تعداد السكان يعتبر نعمة إذا احسنت الحكومة استخدامها ونقمة حال الإخفاق في إدارة الموارد البشرية. ومن جانبه, اعتبر حسن زكي, الاستاذ بالجامعة الأمريكية في القاهرة, أنه لا أحد يعرف اليوم إلي أين نسير, فنحن لا نعرف رؤية الدولة تجاه المشكلة السكانية. وأشار زكي إلي أن مصر تحتاج خليطا من سياسات تنظيم الأسرة وسياسات التنمية. وأشارت نيويورك تايمز- في هذا السياق- إلي أن الدولة المصرية بدأت تتبني سياسات تنظيم الأسرة فعليا خلال الستينينات. وفي نهاية السبعينيات قامت وكالة التنمية الأمريكية المعونة بدعم برامج تنظيم الأسرة عبر ضخ نحو15 مليار دولار في هذه البرامج. ونقلت الصحيفة عن نهال عبد التواب, مديرة مجلس السكان, قولها إنه خلال السنوات الماضية اعتاد القادة السياسيون الحديث عن زيادة السكان في الخطب السياسية وكان الإعلام يركز علي القضية وهو ما لم يعد يحدث اليوم. وفي المقابل. القت الصحيفة الضوء علي تصريحات عدد من مسئولي وزارة الصحة المصرية التي قللت من أهمية سياسات تنظيم الأسرة. ونقلت عن عبير بركات, مساعدة وزير الصحة التي تنتمي للإخوان المسلمين قولها إنها تعارض تشجيع الدولة لتنظيم الأسرة باعتباره ضد حقوق الإنسان.