زعمت الأحزاب والقوى السياسية التى أعلنت مقاطعة الاستفتاء على الدستور أن النتائج لن تحقق الاستقرار المنشود، ودعا «تحالف الإخوان» لمواصلة التظاهر والمسيرات حتى 24 يناير الجارى الذى وعد فيه بتجديد الثورة قبل ذكراها فى 25 يناير. وقال تحالف التنظيم الإرهابى فى بيان أمس: «نتوعد بمفاجآت لا حصر لها وفعاليات لا قِبل لكم بها يوم 25 يناير، وندعو جميع فئات الشعب من طلاب وشباب ورجال ونساء، خصوصاً الثوريين الحقيقيين، للاستعداد لهذا اليوم». وأشار إلى أن خطة «التحالف» يوم المظاهرات تتضمن «النزول إلى الشوارع يومياً من الآن حتى يصبح ذلك اليوم مختلفاً وفارقاً فى تاريخ الثورة»، مختتماً بقوله: «اقترب يوم الفصل.. وساعة الحساب تدنو يوماً بعد يوم وعندها لن يرحمكم الشعب». وقال محمد السيسى، القيادى الإخوانى: «الموافقة على الاستفتاء لن تؤدى إلى التهدئة كما يعتقد البعض بل ستزيد الوضع اشتعالاً»، مشيراً إلى أن مظاهرات 25 يناير لن تحسم الصراع بل هى حلقة جديدة من صراع ممتد، مضيفاً: «إذا كان دستور 2012 قسم مصر نصفين، فإن الدستور الحالى قسمها 100 جزء ولن يؤدى بأى شكل للاستقرار». ووصف ماجد الجندى، نائب رئيس حزب مصر القوية، مؤشرات نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور بأنها «منطقية وطبيعية، لأن الذين شاركوا بالاستفتاء هم الموافقون على الدستور، بينما الذين كانوا يتجهون للتصويت ب(لا) قرروا المقاطعة فى اللحظات الأخيرة، كحزب مصر القوية وبعض الحركات الشبابية». وأوضح نائب «أبوالفتوح» أن حزب مصر القوية لم ينسحب من العملية السياسية بقرار مقاطعته للاستفتاء، قائلاً: «سنشارك فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والانتخابات الرئاسية سواء بالدفع بمرشح أو دعم مرشح من خارج الحزب». وتقدم أحمد عبدالجواد، القيادى بحزب مصر القوية، بدعوى قضائية أمس ضد رئيس اللجنة العليا للانتخابات يطالب فيها بوقف إعلان نتائج الاستفتاء نظراً لوجود أخطاء بقاعدة بيانات الناخبين، على حد وصف الدعوى. وجدد حزب الجهاد الإسلامى مبادرته لإنهاء الأزمة السياسية بمصر، وقال محمد أبوسمرة، أمين عام الحزب: «لا يوجد حشد للدستور كما يتم تصويره»، مضيفاً ل«الوطن»: «الجهاد يدعو لمبادرة تهدف لإعادة اللُّحمة بين أبناء الشعب، وتتضمن 4 بنود، الأول تشكيل مجلس رئاسى يضم 3 أشخاص ليبرالى وإسلامى وعسكرى، يتولى الإعداد للانتخابات الرئاسية خلال 30 يوماً من تشكيله، ثم يدعو الرئيس الشعب لإجراء الانتخابات البرلمانية خلال 60 يوماً؛ ليصبح لدى المصريين رئيس وبرلمان خلال 90 يوماً». وقال الدكتور نصر عبدالسلام، نائب رئيس حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، إن نتيجة التصويت على الاستفتاء شهادة وفاة لخارطة الطريق، داعياً فى بيان أمس المؤسسة العسكرية للعودة لثورة 25 يناير، وأن تقف على الحياد ولا تنحاز لجزء من الشعب ضد جزء آخر، وأنه على القوى الوطنية والرموز الدينية التراجع عن مواقفها من خارطة الطريق. من جهته، قال محمد فؤاد، القيادى بحركة 6 أبريل «الجبهة الديمقراطية» ل«الوطن»: إن دعوة المقاطعة التى تبنتها عدد من القوى الشبابية والثورية نجحت فى صفوف الشباب التى لم تتجاوز نسبة حضورهم ال10% وفقاً لجميع الإحصائيات وذلك رغم أنهم لم يطلقوا أى دعوات فى الشارع، مشيراً إلى أن الشريحة العمرية من الشباب من سنة 18 إلى 35 عزفت عن حضور الاستفتاء لشعورها بالإحباط بعد عدم تحقيق أهداف الثورة وقتل الشباب واعتقالهم والنبرة الإعلامية الموجهة ضدهم.