أثناء مشاهدة تسريبات مكالمات "نوشتاء" الثورة، كما يطلق عليهم الساخرين الفيسبوكيين، على إحدى شاشات الفضائيات، ومتابعة ردود الفعل الرافضة والمستنكرة لنشر تلك المكالمات، بحجة احترام خصوصية الحياة الشخصية، بالرغم أن كل ما جاء في تلك المكالمات أمور عامة. وما بين حالة الرفض والاستنكار لنشر المكالمات، وبدلًا من توضيح السبب وراء تلك المكالمات، وهل هي صحيحة أم لا؟، وهل جاءت بنية خدمة الوطن والشعب والثورة أم لخدمة مصالح وأهواء شخصية ومالية؟، تذكرت قصة زوج صديقتي العزيزة الذي تآمر معها لخيانتها. آآآه والله معها هي.. قرر أن يخونها وأهانها واعترض عند افتضاح أمره ومعاتبته، بحجة أنها هي التي جعلته يخونها معها، وقامت بالتسجيل له واستدراجه وفضحه . فصديقتي تتمتع بجمال ملحوظ، يجعلها أشبه بنجمات السينما، وحضور أنثوي طاغي، ودماغ مطرقعة، تكره الروتين، تعشق زوجها، وهو حبيبها الذي كتبت فيه أشعار قبل وأثناء وبعد الخطوبة، وعندما لاحظت فتور في العلاقة الزوجية، وتسلل الروتين لحياتها اليومية في الأعوام الأولى من الزواج، قررت إضافة بعض الأكشن الزوجي، فقامت بشراء خط موبايل وقامت بمعاكسة زوجها، مع تغيير نبرة صوتها وإرسال رسائل حب وأشواق ورغبة في اللقاء على موعد عشاء، على أن تخبره بأنها زوجته عندما يرفض عروضها. كانت فاكرة إنه هيجري عليها ويحكيلها عن المعاكسة اللي جاتله!، ففوجئت بزوجها يقبل دعوتها على العشاء محذرًا إياها من أنه رجل متزوج، ويخشى من معرفة زوجته بأمر علاقته بها، إذا شاهدهم أحد من معارفه سويًا، ومن الأفضل أن يلتقيا بمنزله في الإسكندرية. ذهبت صديقتي بخيالها لتلك المغامرات العاطفية، التي كان بطلها زوجها قبل الزواج مع الكثير من الفتيات، وشعرت بإهانة لتفكيره بخيانتها بعد الزواج، مهو أكيد مش رايح يختم القرآن في شقة إسكندرية مع المعجبة الولهانة، وبدأ هو يتودد بالاتصال معها، فور مغادرته للمنزل، وهو في طريقه للعمل، ولا يعلم أنه يتحدث مع زوجته أصلاً، وهي طبعًا تفننت في الدلال والدلع وإظهار الوله الجنوني بوسامته، والذي كان يزيده غرورًا على زوجته اللي في البيت. إلى أن قررت الزوجة في إحدى المكالمات تحديد ميعاد للمقابلة والسفر، على أمل إنه يحكيلها بالموضوع، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، تفاجئت بزوجها عائد من العمل غاضب لسبب غير مفهوم، وبمجرد سؤاله مالك يا حبيبي؟، رد باستفزاز وكمان بتسأليني مالك؟، راجع تعبان من شغلي وانتي ولا حاسة بمشاكلي، اهتماماتك سطحية مفيش تحمل مسؤولية.. طبعًا هو كان عايز يخلق مشكلة عشان يلاقي حجة يسيب البيت كام يوم، ويسافر مع المزة الوهمية الموعودة، فأخذ يردد مقولات عجيبة لها مثل (خلاص يا هانم عصر الملكية إتلغى، والثورة قامت وشالو الطرابيش ولبسوا برانيط ومبقتيش ملكة)، وصديقتي من هول المفاجأة فضلت "مبحلقة وفاتحة بقها"، وواصل (الباب يفوت جمل ويا ريت تروحي لأهلك وتراجعي حساباتك وتشوفي غلطتي في إيه وأنا صبرت أد إيه). أشارت له لكي يتوقف عن الحديث، وقالت خلاص كفاية أنا رايحة بيت بابا، عاجلها بالرد "هأهأهأهأ بالسلامة يا حبيبتي وقلبي داعيلك وإفتكري إنتي اللي سيبتي البيت". بتلك الكلمات كان رده على فكرة ذهابها لمنزل والدها، وتكمل صديقتي المفاجأة إني أول ما نزلت على السلم، فوجئت بخط الموبايل الخاص بالمعاكسة بيتصل بي، ويخبرني أنه على استعداد لمقابلتي اليوم، عشان يعرف شكلي ونتكلم ويعرف سر إنجذابي له، وممكن نسافر مع بعض في العربية الخاصة به، وما أدراك ما العربية الخاصة به.. تحكي صديقتي وهي تحاول أن تتماسك من البكاء، بينما كنت أضحك بهيستريا من الموقف، فصديقتي وافقت وبالفعل ذهبت في المساء أمام المطعم المتفق عليه، وانتظرته ووجدته قادم من على بعد أمتار، رائحة البرفان تسبقه إليها ولابس اللي على الحبل. وعندما رأها ارتبك، وبسؤال المزنوق قال أنا جاي أقابل زميل بالعمل.. إنتي جاية ليه؟، قالت مريت بالصدفة وشوفتك حبيت أسلم عليك وأصالحك، ولو إني مش عارفة زعلتك في إيه!، قالها بارتباك وهو ينظر في الساعة، تعالي نمشي ونتكلم في مكان آخر، فبادرته بالرد الذي أفحمه بأنها هي نفسها المرأة الموعودة صاحبة مغامرة الإسكندرية، وأنه من العيب، أن يفكر بخيانتها مع أمرأة غيرها لم يراها بعد، من الذهول ظل مبتسمًا ابتسامة العبيط، على حد وصفها. وفي قعدة الصلح العائلي، إتمطع الزوج وقال لحماه يا عمي بنتك جعلتني زوج خائن، وسجلت مكالماتي ورسائلي معها، من غير ما أعرف أنها هي، ولو شوفت رسايل الغرام اللي أرسلتها هتتعجب من كم جرأتها، وده في حد ذاته خيانة زوجية لا تغتفر، إكتفت صديقتي بمقولة واحدة له مش عيب تبقى خاين ومتآمر وأهبل كمان. انتهت قصة صديقتى المخدوعه والخادعة في الوقت ذاته، وتستمر قصص وحواديت اللي خانوا وباعوا.. ليظل السؤال الدائم بدون إجابة، ليه الخيانة موجودة بين البشر، طالما فيه طرق مشروعة وطبيعية للحياة والتعايش والعمل؟.