تحول كل شارع بشوارع دمياط، التي سيطر عليها تيار الإسلام السياسي لعقود عدة، لفرح مستقل بذاته، وأطلقت السيدات الزغاريد، لا فرق بين فتيات وعجائز، الجميع يشدو بالأغاني الوطنية، رافعين صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، مطالبين إياه بالترشح للرئاسة. ومع نسمات الليل الباردة، وقبل إغلاق اللجان بفترة وجيزة، أطلقت الجماعة الإرهابية عناصرها لبث الرعب والفزع في نفوس الناخبين، لمحاولة إفساد العرس الديمقراطي الذي خرجت معه دمياط أبية لإسقاط جماعة لم تصنع سوى الرعب والفزع ولم تتوان لحظة في أن تحول تلك المحافظة الصناعية لبؤرة أحداث مشتعلة قبل ثورة الثلاثين من يونيو وحتى الآن. وشهدت دمياط بالأمس ليلة رعب بدأت بإطلاق عناصر الجماعة الإرهابية النيران تجاه قوات تأمين مدرسة المنتزة الإعدادية، حيث قام 4 يستقلون دراجات بخارية بإطلاق النيران على اللجنة، وأغلقت قوات الشرطة والجيش طريق كورنيش النيل من اتجاه الكوبري العلوي وتم تمشيط المنطقة بالكامل في محاولة منهم لضبط العناصر الإرهابية. وفي قرية الشعراء قلعة صناعة الأثاث بدمياط أطلقت قوات الجيش الطلقات التحذيرية لاستيقاف سيارة اشتبهت فيها القوات بعد اقترابها من الحاجز الأمني غير المسموح بالاقتراب منه، حيث تبين قيام سائقها بتنظيم مسيرة سيارة لدعوة الناخبين للتوجه بالإدلاء بأصواتهم، نافية ما رددته الجماعة حول مد فترة التصويت للغد. وفي قرية البراشية مركز فارسكور وقعت مصادفة غريبة، حيث توجه 6 عناصر بينهم قيادي إخواني من أعضاء الجماعة للإدلاء بلجنة 98و99و100 بمدرسة منى الابتدائية مركز فارسكور، حيث أدلوا بنعم في الاستفتاء في واقعة لم تحدث من قبل، ورفعوا أوراق تصويتهم أمام اللجنة بالكامل، معلنين تبرئهم من الجماعة وموافقتهم على خارطة الطريق. وبقرية الخياطة معقل الجماعة الإرهابية ألقت قوات الجيش القبض على القيادي الإخواني الشيخ ربيع أبو عيد، رئيس رابطة علماء الأزهر سابقا، والملقب ب"مفتي الإرهاب"، والمطلوب ضبطه وإحضاره من قبل أجهزة الأمن لاتهامه بالتحريض على العنف والشغب والتحريض على قوات الجيش والشرطة والانتماء لجماعة إرهابية وذلك أثناء استقلاله سيارته أمام مجمع المدارس، حيث كان بحوزته منشورات تدعو لمقاطعة الاستفتاء والتحريض على الجيش والشرطة. واقتحمت قوات الجيش والشرطة لأول مرة القرية، بعدما طالبت الجماعة مرارا وتكرارا بتطهير القرية من عناصر الجماعة الإرهابية المسلحة. وفي قرية الحوارني مركز فارسكور، انتشرت شائعة حول وجود سيارة مفخخة بالقرية، ما دفع الأهالي لتفتيش كافة السيارات. وفي مشهد مهيب، اصطف الآلاف على لجنة الوافدين بالمعهد الأزهري فتيات، حيث أغلقت اللجنة مع الساعات الأولى من صباح اليوم، وذلك بعد مد التصويت بها لثلاث ساعات، وتدخل محافظ دمياط وقائد الفرقة 18 لحل مشكلة الناخبين، بسبب التزاحم الشديد وبطء الإجراءات من قبل القضاة.