كرمت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال زيارته للجامعة، أمس، بمنحه درع الشخصية المتميزة لعام 2018، وذلك تقديرًا لما قدمه لجامعة القاهرة من دعم كبير، وهو أحد أبرز خريجيها، وشهد التكريم بقاعة أحمد لطفي السيد، الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات. وقال الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، اعتبروني واحدًا منكم لأنني انتمى لهذه الجامعة التي اسستني بالفكر الأكاديمي الصحيح، فمصر هي التي أمدتني بالثقافة التي كان لها الأثر الكبير بحياتي، والتي انعكست بدورها على بلدي. وتابع القاسمي، "نحمد الله الذي أنقذ مصر وظلت واقفة في الوقت الذي يترنح ويسقط الأخرون حولها، ونحمد الله على ما وصلت إليه مصر ونحن مازلنا في البداية، ويومًا ما ستكون مصر علي قمة الدول العربية والإفريقية". وأشار إلى أنه عند قدومه إلى مصر وهو طالب كان مجموعه كبيرًا في الثانوية العامة يؤهله لدخول كلية الطب أو الهندسة، لكنه فضل كلية الزراعة، قائلًا: إن "مصر منحته مكان طالب مصري، ولذا كان من الواجب أن أكون بارًا بهذه الجامعة التي أعطتني كل شيء"، مضيفًا أنه أخذ من الجامعة علوم الزراعة، ومن مصر الثقافة والمعرفة، مشيرًا إلى أن مصر لها الفضل على العالم العربي كله. وأوضح حاكم الشارقة، أنه أحب المسرح والرياضة وأصدقائه خلال فترة دراسته بجامعة القاهرة. وقال القاسمي، نحن على استعداد لدعم مشروع تطوير قصر العيني، والمساهمة في مشروع الجامعة الدولية في الشيخ زايد، وتطوير المعامل الدراسية بكلية الزراعة علي أحدث مستوي. ومن جانبه، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، مرحبًا بالشيخ سلطان بن محمد القاسمي، إن من دواعي سعادتنا وفخرنا زيارته لجامعة القاهرة، وهي تعبر عن مدي الحب والانتماء المتبادل بين مصر ودولة الامارات العربية المتحدة، مضيفًا أن الشيخ سلطان بن محمد القاسمي محب لمصر ويحمل لها انتماءًا وولاءًا من نوع خاص، وذلك يرجع لحياته بمصر ودراسته في كلية الزراعة بالجامعة، لافتًا إلى أن حياته بمصر لم تقتصر على التعليم فقط، بل عاش الحياة المصرية بكل معالمها وتفاصيلها وشعبها بكل مستوياته وفئاته، وارتبط بجسورعديدة وعميقة بمصر ويتذكر شوارعها وأشخاصها. وأضاف الخشت بكلمته، خلال تكريم الشيخ القاسمي، أن حاكم الشارقة يحب المصريين ويربطه بجامعة القاهرة تاريخ من العلم والعطاء المادي والعلمي والفكري والروحي، وهو خريج متميز من جامعة القاهرة التي تخرج منها حكام ووزراء ورؤساء وأسماء عظيمة حول العالم، لافتًا إلى أن الشيخ القاسمي يقدم بين كل هؤلاء نموذجًا من أعظم النماذج وأكثرها ولاءًا. واستعرض رئيس جامعة القاهرة، بعض أوجه التغيير الذي طرأ على الجامعة منذ زيارة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي للجامعة العام الماضي، وتبرعه للمعهد القومي للأورام، مشيرًا إلى أنه تم وضع حجر الأساس لجامعة القاهرة الدولية بمدينة 6 أكتوبر، والتي تقوم على فكرة البرامج وليس الكليات، وتم إنجاز جزء كبير من تنفيذ المرحلة الأولى، وسيتم إطلاق اسم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي على أول مجمع محاضرات في الجامعة الدولية. وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أنه تم الإعلان عن إنشاء أول كلية للنانو تكنولوجي وأول كلية للذكاء الاصطناعي، كما تم انشاء 124 برنامج دراسي جديد، وتحديث نحو 30 معملًا، والعمل في تطوير المبني الجنوبي للمعهد القومي للأورام بما سيزيد من الطاقة الاستيعابية له بنسبة 30%، وتطوير شكل الحرم الجامعي، واستطاعت الجامعة الوصول إلي مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية، كما تم تصنيفها ضمن أفضل 300 جامعة على مستوى العالم في مجال التوظيف، ووصلت مجلة جامعة القاهرة الدولية للعلوم المتقدمة للمرتبة السادسة عالميًا في مجال العلوم الأساسية، وحصلت بعض برامج جامعة القاهرة الدراسية على مراتب متقدمة عالميًا، ومن بينها كلية الصيدلة التي جاءت في الترتيب 101 عالميًا. وتابع الخشت، أن التعليم وحده لا يكفي، بل لابد من تطوير وتغيير ثقافة الناس والأسرة المصرية، ولذلك وضعت الجامعة استراتيجية للتحول نحو الاقتصاد الرقمي بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ودشنت مشروعًا لتطوير العقل المصري. وقال الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة بالإماراتالمتحدة، هو حاكم عربي من نوع خاص، ومعروف عنه تعلقه وارتباطه بالعلم والبحث العلمي والعلماء وراعي الأدب والثقافة والفن، وتلك تركيبة فريدة، ويحمل في جنباته ما تعلمه في رحاب جامعة القاهرة التي بلغ عمرها الآن ما يقرب من 112 سنة وبها 155 ألف طالب و12 ألف موظف. وأضاف عبد الغفار، بكلمته: "نقول لك أبدا لم تأخذ مكانا لطالب مصري بدراستك في مصر، لأن الجامعات المصرية كانت وستظل مكانا لكل العرب، والأمة تحتضن وترعى ولا تنتظر مقابل في أي وقت"، لافتًا إلى أن الشيخ القاسمي الذي تخرج في كلية الزراعة في العلوم الهندسية الزراعية عام 1971 وحصل على عدد من درجة الدكتوراه في الفلسفة والجغرافيا السياسية من عدة دول وأوسمة ونياشين، ولكن أكبر جائزة هي حب أكثر من 100 مليون مصري له".