ألقت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، كلمة في فعاليات جلسة "منطلقات الأخوة الإنسانية" بالمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بأبوظبي برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، بمشاركة الدكتور أحمد أبو الغيط رئيس جامعة الدول العربية، لتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وأهميته ومنطلقاته وسبل تعزيزه عالميا. وتناولت السفيرة نبيلة مكرم، في كلمتها خلال الجلسة، أهمية الأخلاق والعودة للمبادئ والقيم العربية الأصيلة التي عُرفت بها مجتمعاتنا تاريخيا، لإحياء مبادئ الأخوة الإنسانية وتطبيقها، تلك القيم التي أحييت بالشعر والفنون والنُبل والكرم، وقدمت الأخلاق الحميدة في حضارة سُجلت باسم دولنا العربية. وأضافت وزيرة الهجرة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يهتم بإحياء الأخلاق ويتطرق دائما إليها في حديثه، وبالقرارات التي تطبق مبادئ العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى مبدأ المواطنة حيث إن كل المصريين متساويين في الحقوق والواجبات، فضلًا عن تطوير الخطاب الديني وتطوير التعليم بداية من المعلم، وجهد وزارة التعليم المصرية في إحياء الأخلاق، وتقديم التربية في المدارس بالتوازي مع العلم. وأكدت الوزيرة، في حديثها، الجهد الذي يبذله القيادات الدينية لتصحيح المفاهيم وتوحيد الخطاب للمواطن، حيث أشارت إلى قيام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بتنظيم مؤتمر "صناع الحياة" في لندن، حيث كان هناك كل الشباب من كل دول العالم، بمشاركتها ووجدت بين الشباب تبادل للأفكار وهذا الحوار مهم جدًا لمعرفة الآراء الأخرى، وكذلك مبادرة "اسمع واتكلم" التي أطلقها فضيلته مع الشباب بالداخل والخارج بين شباب الجامعات في مصر ومختلف الدول. ونوهت السفيرة نبيلة مكرم، بمقولة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث قال: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، في تأكيد قيمة الأخلاق والأخوة الإنسانية التي تقدم على أي شيء آخر. وأوضحت أن هناك جهدًا كبيرًا بالدولة المصرية في منع التمييز ودمج كل الفئات في جهود التنمية، ما انعكس على تواجد متحدي الإعاقة في البرلمان، وزيادة عدد الوزيرات في الحكومة، كل ذلك هي خطوات تقضي علي التفرقة والانقسام وتدعم المساواة والأخوة الإنسانية. واقترحت الوزيرة عقد لقاءات في جامعة الدول العربية للاستفادة من الخبرات الإماراتية والمصرية وغيرها في قوانين الأخوة الإنسانية، وإحياء الأخلاق العربية الأصيلة، مشيرة إلى أن وزارة الهجرة أطلقت مبادرة "اتكلم مصري" والتي تهدف بالأساس إلى الحفاظ على الهوية كمكون أساسي في إحياء الأخلاق العربية. وأكدت السفيرة مكرم دور المرأة في المجتمعات العربية، التي أصبحت تتبوأ 9 وزارات ورئيس للبرلمان في الإمارات، و8 وزيرات في الحكومة المصرية، وهذا يشير إلى أننا في الطريق الصحيح لإحياء "الأخوة الإنسانية" والأخلاق، لأن المرأة هي عماد الأسرة التي تسعى إلى جمع المجتمع ولم شمله بقوة عاطفة محبة للوطن. وأشارت مكرم، قائلة: "إن التعامل مع المصريين بالخارج بتنوعهم المهني والمكاني والعمري هو الجانب الإنساني الذي دفع القيادة السياسية إلى إعادة وزارة الهجرة بعد 20 عاما من إلغائها، فالسبب من وجود وزارة للمصريين بالخارج هو منطلق إنساني لرعايتهم والاهتمام بهم وتلبية طلباتهم ودمجهم في جهود التنمية وربطهم بالوطن، وكلها مفاهيم إنسانية". وروت الوزيرة الموقف الأخير الذي أظهر ترابط المصريين بالخارج بما يحدث بوطنهم، في إشارة إلى حادث العامل البسيط في حي البساتين الذي ضحى بحياته ليحمي سيدة تعرضت للاعتداء دون النظر إلى اختلاف دياناتهم، وهو ما دفع مجموعة من الشباب المصري بالخارج إلى إطلاق حملة تبرعات لدعم أسرته وابنته الصغيرة "دنيا"، مؤكدة أن كل هذه المواقف هي مواقف إنسانية.