شهدت لجان التصويت على الاستفتاء فى شمال سيناء، إقبالاً كثيفاً وغير مسبوق، واحتشد مئات المواطنين فى طوابير أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم، وهو ما اعتبره نشطاء سيناويون رداً من الأهالى على المشككين فى وطنية السيناوية. وتوافد المواطنون على اللجان واصطفوا فى طوابير امتدت لعشرات الأمتار، قبل بدء عملية التصويت بحوالى ساعة تقريباً، وسط استنفار أمنى وتعزيزات غير مسبوقة لتأمين اللجان. واعتلت القناصة البيوت والمدارس بحى الكوثر بمدينة الشيخ زويد والمنازل برفح، وكثفت قوات الشرطة وجودها أمام وداخل الطرقات بين اللجان الانتخابية، فيما قامت القوات الأمنية بإطلاق نار كثيف وقت دخول القضاة إلى المقرات الانتخابية خشية استهدافهم، وأكد أحد الضباط أن لديهم أوامر بالتعامل الحى المباشر مع أى معتدٍ. وقال اللواء سميح بشادى، مدير أمن شمال سيناء، إنه تمت الاستعانة بعناصر تأمين نسائية لتفتيش السيدات قبل دخولهن لجان الاستفتاء. وشهدت الطرق الفرعية والرئيسية تأميناً غير مسبوق وتفتيشات، فيما شنت قوات الجيش حملة أمنية فى الساعة السابعة صباح أمس على مناطق جنوب الشيخ زويد وجنوب رفح تزامناً مع انقطاع شبكتى المحمول والإنترنت لمدة ساعة على الأقل. وأكد الناشط السياسى، حسن حنتوش، أن الحضور الجيد والكثيف يؤكدان دعم أهالى سيناء للجيش وللاستقرار، وأن المجموعات المسلحة قلة وفى طريقها للزوال، ولن تمرر الأجندة الإخوانية التى تريد أن تقضى على تاريخ أهل سيناء الوطنى. وقالت الناشطة السياسية والقبلية خضرة الدهينى إنها ذهبت للجنتى الحسنة والقسيمة فى وسط سيناء، مؤكدة أنهما تشهدان إقبالاً غير مسبوق. واعتبرت «الدهينى» أن سفر الناس لمسافة 73 كيلومتراً من قرى الحدود إلى «الحسنة» لم يحدث من قبل، وقالت إن هذا الإقبال هو التفويض الحقيقى ل«خارطة الطريق». وشهدت عملية التصويت عدة لقطات إنسانية، وطلب رجل كبير فى السن من قاضى لجنة بمدرسة أحمد عرابى الإعدادية بنين وبنات بالعريش، أن يقول كلمة بعد إدلائه بصوته، وما أن سمح القاضى له هتف قائلاً: «يحيا السيسى يحيا السيسى».