شيعت إسرائيل أمس رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون رجل الحرب الذي يعتبر "بطلا" في الدولة العبرية و"مجرم حرب" لدى الفلسطينيين، وأقيمت جنازة عسكرية في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب أمس لتوديع شارون إلى مثواه الأخير، الذي قُرر أن يكون في مزرعة العائلة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، وطلب شارون أن يوارى الثرى إلى جانب زوجته الثانية ليلى، وسيلقي نجلاه جلعاد وعمري وكذلك رئيس هيئة أركان الجيش بني غانتز كلمات تأبينية. ونظرا لقرب المزرعة من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، أرسل الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن والشرطة تعزيزات ورُفع مستوى الإنذار تحسبا لاحتمال إطلاق صواريخ، ونُشرت بطاريات النظام المضاد للصواريخ النقال "القبة الحديدة" في المنطقة، وقال قائد شرطة جنوب إسرائيل يورام هاليفي لإذاعة الجيش الإسرائيلي "لقد أخذنا في الاعتبار كل السيناريوهات الممكنة والجيش مستعد للرد فورا في حال الحاجة". كما رُفع عدد الطائرات بدون طيار التي تراقب قطاع غزة بشكل دائم في محاولة لرصد احتمال قيام مقاتلين فلسطينيين، بالتحضير لإطلاق صواريخ نحو جنوب إسرائيل كما أضافت الإذاعة. كما قررت السلطات الإسرائيلية تنظيم حفل تكريم وطني في وداع شارون في الكنيست بحضور أعلى قيادات الدولة والوفود الأجنبية أمس، وألقى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية كلمات حول الشرق الأوسط، وشارك في حفل التكريم كلا من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية إلى إسرائيل، فيما لم توفد غالبية الدول ممثلين على مستوى رفيع. وبحسب رسائل تم تبادلها بين سفارة الولاياتالمتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية ونشرها موقع ويكيليكس، أفادت "هآرتس" في تقرير لها أمس، أن شارون وبعد الانسحاب من غزة كان يفكر في انسحاب آخر من الضفة الغربية وتقديم تنازلات في القدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل ويريد الفلسطينيون إعلانها عاصمة دولتهم المقبلة. كما أعلن مكتب جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي أن بايدن سيجري محادثات مع الزعماء الإسرائيليين خلال زيارة لإسرائيل على رأس وفد أمريكي للمشاركة في تشييع جنازة رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق آرييل شارون، وقال نواب أمريكيون كبار إن اجتماع بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون فرصة لنائب الرئيس الأمريكي كي يحاول تعزيز جهود السلام في الشرق الاوسط، وتخفيف مخاوف إسرائيل من المحادثات النووية مع إيران.